2017-05-23 11:47:00

رئيس الأساقفة أوزا يتحدث عن تأثيرات ظاهرة الهجرة واللجوء على الصعيد العالمي


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلتين يوم أمس الاثنين تمحورتا حول موضوع الهجرة المنظمة والشرعية والآمنة وتأثيرها على الصعيد العالمي. في مداخلته الأولى سلط سيادته الضوء على التنمية المستدامة وجهود استئصال الفقر، لافتا إلى أن عدد المهاجرين الذين يجتازون حاليا الحدود الوطنية يسجل أعلى مستوياته في تاريخ البشرية. واعتبر أن هذا الكمّ الهائل من المهاجرين ـ وعلى الرغم من المشاكل المرتبطة بهذه الظاهرة ـ يعكس رغبة العديد من الأشخاص في بناء حياة أفضل لهم ولعائلاتهم. ومن الأهمية بمكان أن يُنظر إلى الهجرة ليس كظاهرة سلبية إنما كواقع معقد يتطلب تضامنا من قبل الجميع ووضع إطار دولي من أجل التعامل مع هذه الظاهرة.

ولم تخلُ كلمة المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى ضرورة تغيير المواقف تجاه المهاجرين واللاجئين والانتقال من مشاعر الخوف والتهميش إلى ثقافة التلاقي وأشكال خلاقة من التعاضد! واعتبر أن تقاسم الأعباء يتطلب أن يؤخذ في عين الاعتبار غنى البلدان المعنية ومستوى نموها، مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية الراهنة تحول دون أن يتخذ أي بلد بمفرده خطوات ناجعة للتعامل مع حالات الطوارئ هذه. ومن هذا المنطلق يحتاج العالم إلى مشاركة فاعلة وناشطة من قبل كل الشركاء الدوليين.

وذكّر رئيس الأساقفة أوزا بلكمات البابا فرنسيس الذي يشدد على أن العمل معاً من أجل بناء عالم أفضل يتطلب من البلدان أن تساند بعضها البعض في روح من الجهوزية والثقة وبدون وضع العراقيل التي يصعب تخطيها. واعتبر سيادته أنه من أجل بلوغ هذا الهدف يتعين على الجماعة الدولية أن تجد حلولا ناجعة لمشكلة انعدام التوازنات الاجتماعية والاقتصادية. ولفت مراقب الكرسي الرسولي في الختام إلى أجندة التنمية المستدامة للعام 2030 التي تتناول جهود استئصال الفقر وتوفير الرعاية الصحية للجميع فضلا عن التربية الجيدة والعمل اللائق. وشدد أيضا على أهمية حق المهاجر في البقاء في أرضه والذي يأتي قبل حقه في الهجرة، كي ينعم كل شخص في بلده بالسلام والأمن الاقتصادي والاستقرار.

أما المداخلة الثانية لرئيس الأساقفة أوزا فسلطت الضوء على مواقف الكرسي الرسولي الذي يشدد على حق كل شخص في العيش ضمن بيئة آمنة ترتكز إلى السلام والأمن الاقتصادي. وأكد أنه عندما يُحترم حق الأشخاص في البقاء في أرضهم ـ كما جاء في المداخلة السابقة ـ تصبح الهجرة خيارا إذ لا يكون الشخص مرغما على الهجرة القسرية. وندد المسؤول الفاتيكاني بما اعتبره أسوأ أزمة يسببها البشر والتي تدفع بأعداد هائلة من الأشخاص على الهجرة واللجوء والنزوح ألا وهي الحروب والصراعات العنيفة، لافتا إلى أن أكثر من نصف المهاجرين واللاجئين في العالم أُرغموا على ترك أوطانهم أو هُجروا داخلياً نتيجة الصراعات المسلحة والعنف.

وقال سيادته إن هؤلاء الأشخاص يواجهون خطر الوقوع في أيدي المتاجرين بالكائنات البشرية كما يتعرضون للجوع وشتى أنواع الانتهاكات. وبعد وصولهم إلى بلد الوجهة غالباً ما يجدون أنفسهم في بيئة مطبوعة بالريبة وانعدام الثقة والتمييز والنزعات القومية المتطرفة والعنصرية في إطار غياب كامل لسياسات واضحة المعالم تنظم قبولهم في تلك المجتمعات. وفي ختام مداخلته أشار مراقب الكرسي الرسولي إلى الخسائر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الفادحة التي تعاني منها مناطق تشكل ساحة لهذه الأزمات، ولا بد أن يؤخذ هذا الأمر في عين الاعتبار لدى وضع برنامج للتعامل مع ظاهرة الهجرة واللجوء وتأثيرها على الصعيد العالمي. وأكد أن ملايين الأشخاص يعلّقون آمالهم على الجماعة الدولية منتظرين منها أن تجد حلاً لمعاناتهم ومآسيهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.