2017-05-25 13:46:00

رسالة الكاردينال بارولين للمشاركين في لقاء المنصّة العالميّة للتخفيف من مخاطر الكوارث


بمناسبة اللقاء الذي تنظّمه المنصّة العالميّة للتخفيف من مخاطر الكوارث في كانكون من الثاني والعشرين وحتى السادس والعشرين من أيار مايو الجاري وجّه أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين رسالة إلى السيّد أنريكو بينيا نييتو رئيس جمهوريّة المكسيك ورئيس المنصّة العالميّة للتخفيف من مخاطر الكوارث كتب فيها إن الجماعة الدوليّة تدرك أهميّة الوقاية والمقاومة. في الواقع شهد عام 2015 على تبنّي ثلاثة إتفاقات وثلاث خطط للعمل مهمّة لمستقبل البشريّة وهي الـ "Sendai Framework" للتخفيف من مخاطر الكوارث 2015- 2030؛ أجندة 2030 للتنمية المستدامة وإتفاقيّة باريس حول التغييرات المناخيّة. وبالتالي يشكّل عام 2017 مرحلة مهمّة للمسيرة التي تهدف لتحديد وتحقيق الأساليب الأكثر فعاليّة لتطبيقها.

تابع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان من بين التحديات الأساسيّة التي تواجهها هذه المسيرة نجد إدماج النشاطات للتخفيف من مخاطر الكوارث وتلك المتعلّقة بالتنمية البشريّة الشاملة من أجل اقتلاع الفقر والكفاح ضد التهميش الاجتماعي والتكيُّف مع التغييرات المناخيّة. وبالتالي أريد إزاء هذا التحدي أن أسلّط الضوء على ثلاثة جوانب متعلّقة بموضوع هذا اللقاء أي التخفيف من مخاطر الكوارث. الجانب الأول يتعلّق بضرورة تعزيز نشاطات الوقاية والتربية والتنشئة للتخفيف من الخسائر البشريّة والماديّة والاقتصادية التي تسببها الكوارث الطبيعية والتي غالبًا ما تنتج عن عدم القدرة البشريّة في الإدارة والمبادرات البشريّة غير المدروسة والتي لا تأخذ بعين الاعتبار نظام الأولويات الصحيح. وفي هذا الإطار نجد أدوات تربويّة عديدة يمكنها، إن تم استعمالها جيّدًا، أن تخفف بشكل كبير عدد الخسائر البشريّة بسبب الكوارث الطبيعيّة كما يمكنها من جهة أخرى أن تعزز على مستوى عالمي ومحلّي ثقافة حقيقيّة للتخفيف من مخاطر الكوارث ومقاومتها.

أضاف الكاردينال بييترو بارولين أما الجانب الثاني فيتعلّق بعمليات إيقاظ الوعي وضرورة تنبّهها للسكان الأشد هشاشة وضعفًا. فالفقراء هم غالبًا الضحايا الأساسيّة للكوارث الطبيعيّة التي تُزعزع الاقتصاد والمجتمعات الضعيفة وتضرب مِظنّات وبيئات غير مستقرّة. لذلك من الضروري أن يصار إلى مشاركة مباشرة لهؤلاء الأشخاص في العمليات التربويّة والـ "Knowledge sharing" وإيقاظ الوعي في إطار الوقاية والتخفيف من مخاطر الكوارث. أما الجانب الثالث فيتعلّق بالإدراك أنّ الضحايا والسكان الأكثر ضعفًا يلعبون دورًا أساسيًّا في عمليات الوقاية وإعادة البناء. فهُم أول المهتمّين في التخطيط الطويل الأمد إزاء مخاطر الكوارث الطبيعيّة. في هذا الإطار تمثِّل التقاليد الدينيّة والثقافيّة مصدر غنى في سبيل المقاومة، وهذا الأمر يتطلّب مشاركة واسعة وتعاونًا وإدماجًا وحوارًا من قبل جميع الأطراف لاسيما الجماعات المحليّة ومن بينهم السكان الأصليين بشكل خاص.

وختم أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين رسالته بالقول إن التطبيق الصحيح لهذه الأمور يتطلّب تغيير ذهنيّة وأسلوب حياة. إذ عندما نأخذ مستقبل البشريّة بعين الاعتبار لا يمكننا أن نحدَّ أنفسنا في مناطق أو تقنيات وقطاعات معيّنة لأننا نتحدّث عن قيم ومسؤوليات وتضامن مشترك، وهذه جميعها تتعلّق بالخير العام للعائلة البشريّة؛ لأنّه وكما يكتب البابا فرنسيس: "فعندما يتحول الأشخاص إلى أصحاب مرجعية ذاتية، وينعزلون داخل إدراكهم الذاتي، فإن جشعهم يتزايد... لذلك علينا ألا نفكر فقط في إمكانية حدوث ظواهر مناخية رهيبة أو كوارث طبيعيّة كبيرة وإنما أيضًا في كوارث ناجمة عن أزمات اجتماعية، لأنّ الهوس بنمط حياة استهلاكي –  خاصة عندما يكون متاحًا فقط لعدد قليل من الأشخاص– يمكنه أن يؤجج العنف والتدمير المتبادل".

 








All the contents on this site are copyrighted ©.