2017-05-29 14:05:00

البطريرك الماروني يترأس القداس الإلهي احتفالا بعيد العائلة على الصعيد الوطني


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم أمس الأحد الثامن والعشرين من أيار مايو القداس الإلهي في كاتدرائية مار اسطفان بمدينة البترون احتفالا بعيد العائلة على الصعيد الوطني وذلك بدعوة من المطران منير خيرالله راعي الأبرشية، ورئيس اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وموضوع العيد: "الحبّ في العائلة شهادة فرح ورجاء". وألقى غبطته عظة للمناسبة قال فيها " فيما نحتفل بعيد العائلة، لا يغيب عن بالنا واقع العائلات التي تبكي عزيزًا فقدته بموت طبيعي أو بحادثة مؤلمة أو بممارسة عنف أو باعتداء إرهابي. هذه كلّها نعلن قربنا الروحي والإنساني منها، ولاسيّما العائلات القبطية العزيزة التي سقط لها 28 ضحية باعتداء إرهابي في المنيا بمصر، فيما كانوا متوجّهين أوّل من أمس الجمعة في مسيرة تقوية إلى أحد الأديار. إلى متى يستمرّ اضطهاد المسيحيّين في مصر، وهم يُصطادون كالعصافير إما في الكنائس وإما في تجمّعات للصلاة؟ انهم شهود وشهداء الايمان. إنّنا نقدّم باسمكم تعازينا الحارّة لهذه العائلات ولقداسة البابا تواضروس والكنيسة القبطيّة الشقيقة، راجين لشهداء الإيمان الراحة الأبدية في السماء، ولهم العزاء. ولا يغيب عن صلاتنا جرحى الجيش اللبناني الذين سقطوا في منطقة عرسال، فيما نعرب عن تعازينا لعائلات ضحايا التفجير الإرهابي الذي وقع في أوّل الأسبوع في مدينة مانشيستر".

ومما جاء في عظة البطريرك الراعي نقلاً عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية : "في إرشاده الرّسولي "فرح الحبّ"، دعا قداسة البابا فرنسيس إلى التربية على الحبّ في العائلة، بالاستناد إلى نشيد القدّيس بولس الرسول الذي سمعناه. أودّ التوقّف على ميزتَين من هذا الحبّ، تميّزت بهما العائلة المقدّسة، وهما: "الحبّ يرجو كلّ شيء، ويحتمل كلّ شيء" (1كور13: 7). الحبّ يرجو كلّ شيء، فلا ييأس من المستقبل، لأنّه يتكّل على الله وعلى تدبيره، ذاكرًا القول المأثور: "إنّ الله يكتب بخطٍّ مستقيم على سطورٍ ملتوية". هذا الحبّ ينظر إلى الحياة الأبديّة الآتية، حيث كلّ مظاهر الضّعف تتبدّل بقيامة المسيح، وتتلاشى بكلّ ظلماتها وحالاتها المرضيّة، ويتلألأ كلّ جمال الشّخص وجودته. الحبّ يحتمل كلّ شيء، في كلّ معاكساته، بروح إيجابي. فيبقى صامدًا في محيطٍ معادٍ، وبوجه كلّ ما يدعو إلى الحقد والبغض والمبادلة بالإساءة. وخياره البطولي صنعُ الخير الذي لا يستطيع أحد هدمه". وأشار غبطته في عظته إلى أن " من واجب الأهل، بحكم الأبوّة والأمومة، السَّهر على أولادهم، وعلى طريقة حياتهم، وعلى معاشراتهم، وعلى ممارسة واجباتهم الدينيّة والمشاركة في ليتورجيا الأحد وحياة الرعيّة ورسالتها، من أجل بناء مجتمع أفضل وبيئة اجتماعيّة أسلم، يقومان على القيم العليا".

وقال البطريرك الماروني  في عظته "إنّ واجب السلطة السياسية الأساسي هو تأمينُ خير الشعب كلّه، والسّهرُ على كفاية معيشته وراحته، وحمايتُه من الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة، في دولة تحترم العدالة والقانون. لكن هذه السلطة أوصلتنا اليوم، ربّما عمدًا، وهذا أخطر وأدهى، إلى شفير هاويتَين: التمديد للمجلس النيابي، غير المرتبط بأيّ قانون تجري الانتخابات بموجبه، إذ يطيح بالدستور وبحقّ الشعب اللبناني، والفراغ في السلطة التشريعيّة الذي يُدخل البلاد في المجهول. هاتان الهاويتان هما نتيجة الارتهان للمكاسب الخاصّة والعبث بمصير الدولة وكيانها وشعبها. لقد تمادت الجماعة السياسيّة عندنا فوق المقبول في عدم الاتّفاق على قانون للانتخاب يكون لصالح الشعب والبلاد، لا لصالح حسابات أفراد أو فئات. لقد سئم الشعب اللبناني استغلال السلطة وممارسة السياسة لمآرب ومكاسب وصفقات خاصّة. ولكن، تبقى لنا نافذة أمل في اصحاب الإرادات الحسنة الساعين حاليًّا وجدّيًّا إلى سنّ القانون الجديد المنشود وتجنيب البلاد هذين الخطرين".

وختم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عظته احتفالا بعيد العائلة على الصعيد الوطني قائلا: "في عيد العائلة، نصلّي أيضًا من أجل عائلتنا الوطنيّة الكبيرة، سائلين الله، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة لبنان، أن يحميَها من المخاطر المحدقة بها، ويرسل إليها رجال سياسة وقادة ممتلئين من المحبة ومخافة الله. كما نصلّي من أجل العائلة البشرية جمعاء راجين أن يحلّ فيها السلام، وتتوقّف الحروب، وتنتهي مآسي الشعوب. فالله سميع مجيب".








All the contents on this site are copyrighted ©.