2017-06-08 15:12:00

الكاردينال توركسون: الاهتمام بالبيئة هو أيضًا حماية للأشد ضعفًا


"لسنوات عديدة لم يكن يتمّ الاعتناء بصحة المحيطات والبحار بشكل ملائم. لقد فضّلنا حقّنا وحريّتنا بالاستفادة منها بدون أن نأخذ بعين الاعتبار المسؤوليات الشخصيّة والوطنيّة نحو خيور ثمينة كهذه" هذا ما قاله الكاردينال بيتر توركسون رئيس وفد الكرسي الرسولي المشارك في مداخلته في المؤتمر الذي تنظّمه هيئة الأمم المتحدة في نيويورك من الخامس وإلى التاسع من حزيران الجاري حول حماية المحيطات والبحار والموارد البحريّة من أجل التنمية المستدامة بالتزامن مع اليوم العالمي للمحيطات.

أشار رئيس المجلس البابوي لخدمة التنمية البشريّة المتكاملة إلى أنّه وحتى اليوم لا يوجد اتفاقًا عالميًّا أو حتى منظّمة تواجه بشكل خاص مسالة العناية بموارد المحيطات وحمايتها. إذ تنقص الأُطر القانونيّة المناسبة وغالبًا ما لا يتمّ تحديث القوانين الموجودة، ولكن تابع الكاردينال توركسون مؤكِّدًا على الضرورة الملحّة لهذا الاتفاق بالنظر إلى الاستعمال المكثّف لهذه الموارد. إن قيمة المحيطات، في الواقع، أضاف الكاردينال بيتر توركسون يقول، تذهب أبعد من الصيد والملاحة، فهي مصدر كبير للطاقة المتجدِّدة وغنى على مستوى بيولوجي ومعدني: تؤمِّن الغذاء والمواد الأوّليّة وتقدّم للبيئة منافع لا غنى عنها كتنقية الهواء وتلعب دورًا مهمًّا في التوازن المناخي وفي الحفاظ على بيئات مهمّة للحياة على الأرض.

أضاف الكاردينال بيتر توركسون يقول لا يمكن للتقارب أن يكون أنانيًّا وحثّ في هذا السياق على التفكير بالأجيال المستقبليّة التي سترث ثمار تصرّفاتنا، وأكّد أنّ المياه تشكّل في العديد من التقاليد الدينيّة علامة للنظافة والولادة الجديدة والتجدُّد، وبالتالي وجّه دعوة لارتداد إيكولوجي كما يتمنّى البابا فرنسيس لأنَّ العناية ببيتنا المشترك كانت وستبقى واجبًا أخلاقيًّا. وفي هذا الإطار ذكّر رئيس المجلس البابوي لخدمة التنمية البشريّة المتكاملة بالتزام الكرسيّ الرسولي الثابت في سبيل بلوغ تنمية مستدامة لصالح الجميع لأنَّ خطورة المسائل التي تواجهها محيطاتنا تطال حياة البشريّة بأسرها. وجدّد في هذا السياق دعوة البابا فرنسيس في الرسالة العامة "كُن مُسبَّحًا" لتغيير أساليب الحياة المؤذية لحماية الخليقة. في الواقع ينبغي مواجهة الاستعمال المتهوِّر لموارد الأرض على جميع المستويات، بدء من التصرفات الفرديّة وصولاً إلى السياسات الوطنيّة والاتفاقات الدوليّة المتعدّدة الأطراف.

وختم الكاردينال بيتر توركسون مداخلته شارحًا أن التدهور البيئي والانحلال الأخلاقي والبشري هما متعلّقان بشكل وثيق، إذ لا يمكننا أن نعتبر البيئة أمرًا منفصلاً عنا أو ببساطة كفسحة نعيش فيها، لذلك ينبغي على التقارب أن يكون أخلاقيًّا وألا يقوم فقط على منطق الربح بل أن يشمل حماية الخليقة والكفاح ضدّ الفقر والتهميش الاجتماعي لأنّه هكذا فقط يمكننا أن نتنعّم بالخير العام بشكل جماعيٍّ وبتضامن بين الأجيال، لأنّ الاهتمام بالبيئة هو أيضًا حماية للأشد ضعفًا.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.