2017-06-23 14:24:00

البابا فرنسيس: قلب يسوع هو قلب يحب ويختار، قلب أمين يرتبط بنا


"لكي نصغي إلى صوت الرب علينا أن نتصاغر" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان في عيد قلب يسوع الأقدس.

قال الأب الأقدس: إن الرب قد اختارنا ودخل معنا في مسيرة الحياة، ومحبّة بنا أعطانا ابنه وحياته. استهل البابا عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدّمها لنا الليتورجيّة اليوم من سفر تثنية الاشتراع والتي يكلّم فيها موسى الشعب قائلاً أنّ الرب قد اختارهم ليكونوا شعبه واصطفاهم من بين جميع شعوب الأرض؛ وشرح الحبر الأعظم في هذا السياق كيف يمكننا أن نمجد الله ونحمده لأنّه يعطينا في قلب يسوع نعمة الاحتفال بفرح بأسرار خلاصنا وبمحبّته لنا بمعنى آخر بالاحتفال بإيماننا. وتوقّف الأب الأقدس في تأمّله الصباحي عند كلمتين: الاختيار والصِغر، وقال نحن لم نختر الله، بل هو جعل من نفسه أسيرًا لنا. ربط نفسه بحياتنا ولا يمكنه أن يبتعد عنا. وهو يبقى أمينًا لموقفه هذا. لقد اختارنا محبّة بنا وهذه هي هويّتنا. إنَّ الرب قد اختارنا ودعانا وربط نفسه بنا وهذا هو إيماننا. وإن لم نؤمن بهذا الأمر فلن نفهم رسالة المسيح ولن نفهم الإنجيل.

أما فيما يتعلّق بالصغر، تابع البابا فرنسيس مذكّرًا بما قاله موسى أي أنّ الرب قد اختار شعب إسرائيل لأنّه "أًقَلُّ مِن جميعَ الشَّعوب". إنَّ الله قد أحبَّ صغرنا ولذلك اختارنا؛ هو يختار الصغار على الدوام ويُظهر ذاته لهم كما يقول يسوع: "أَخفَيتَ هَذِهِ الأَشياءَ عَلى الحُكَماءِ وَالأَذكِياء، وَكَشفتَها لِلصِّغار". هو يكشف نفسه للصغار وإن أردت أن تفهم شيئًا من سرّ يسوع عليك أن تتواضع وتتصاغر وتعترف أنّك لا شيء. إن الله لا يختار الصغار ويكشف لهم ذاته وحسب بل هو يدعوهم أيضًا قائلاً: "تَعالَوا إِليَّ جَميعًا أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم"؛ تعالوا إليَّ أنتم الصغار – بسبب الألم والتعب... الله يختار الصغار ويكشف لهم ذاته ويدعوهم، ولكن ألا يدعو الكبار أيضًا؟ إن قلبه مفتوح، لكن الكبار هم الذين لا يستطيعون سماع صوته لأنّهم ممتلئون من أنفسهم، فيما ينبغي علينا أن نتصاغر لنسمع صوت الرب!

هكذا فقط، تابع البابا فرنسيس يقول، نصل إلى سرِّ قلب المسيح الذي ليس مجرّد "صورة" للمتعبّدين له، إن قلب المسيح المطعون هو قلب الوحي، قلب إيماننا لأنّه صار صغيرًا واختار هذا الدرب، درب الإتضاع وإخلاء الذات حتى الموت موت الصليب. إنّه خيار للصغر لكي يظهر مجد الله. من جسد المسيح الذي طعنه الجندي بالحربة خرج دم وماء وهذا هو سرّ المسيح الذي نحتفل به اليوم: قلب يحب ويختار، قلب أمين يرتبط بنا يكشف ذاته للصغار ويدعوهم ويتصاغر. هذا هو السرّ؛ وهذا هو مجد الله: أمانة في الاختيار والارتباط وتواضع وإخلاء ذات. إن مسألة الإيمان هي نواة حياتنا، يمكننا أن نكون مليئين بالفضائل ولكن بدون إيمان أحيانًا، لذلك ينبغي علينا أن نبدأ مجدّدًا من هنا، من سرّ يسوع المسيح الذي خلّصنا بأمانته. وختم البابا عظته بالقول لنرفع الصلاة إلى الرب كي يمنحنا نعمة الاحتفال في قلب يسوع المسيح، بعمل الخلاص والفداء العظيم! 








All the contents on this site are copyrighted ©.