2017-06-28 14:16:00

البابا فرنسيس يستقبل ممثِّلي الرابطة الإيطاليّة لنقابات العمّال


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء في قاعة بولس السادس بالفاتيكان ممثِّلي الرابطة الإيطاليّة لنقابات العمّال وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال لقد اخترتم شعارًا جميلاً جدًّا لمؤتمركم: "من أجل الشخص البشري ومن أجل العمل". الشخص البشري والعمل هما كلمتان يمكنهما وينبغي عليهما أن تسيران معًا. لأننا إن فكّرنا بالعمل بدون الشخص البشري فسيصبح العمل لاانساني، لأنّه وإذ ينسى الأشخاص يضيّع نفسه. أما إذا فكّرنا بالإنسان بدون عمل فنحن نفكّر بأمر ناقص وغير كامل، لأنَّ الإنسان يُحقق ذاته بالكامل عندما يصبح عاملاً، والفرد يصبح شخصًا عندما ينفتح على الآخرين وعلى الحياة الاجتماعيّة ويزهر في العمل. يشكِّل العمل الشكل الاعتيادي للتعاون والذي خلقته البشريّة في تاريخها، إذ يتعاون يوميًّا ملايين الأشخاص ببساطة من خلال العمل.

تابع الحبر الأعظم يقول إن الشخص البشري بالتأكيد ليس عملاً وحسب... ينبغي علينا أن نفكّر أيضًا بثقافة الراحة السليمة أي أن نعرف كيف نرتاح، وهذا ليس بكسل وإنما هو حاجة بشريّة؛ فنحن لا نعمل على الدوام ولا يجب علينا أن نعمل على الدوام. وأشار البابا فرنسيس في هذا السياق إلى أنّه لا يجب أبدًا أن يعمل الأطفال وكذلك المرضى والمسنين.  وأضاف البابا يقول أرغب بتسليط الضوء على تحدييَن تاريخيين ينبغي على نقابة العمال أن تواجههما وتتغلّب عليهما إذا أرادت أن تستمرِّ في لعب دورها الأساسي للخير العام. التحدي الأول هو النبؤة ويتعلّق بطبيعة النقابة ودعوتها الحقيقيّة. فالنقابة تولد مجدّدًا، تمامًا كالأنبياء في الكتاب المقدّس، في كل مرّة تكون فيها صوت من لا صوت لهم وتكشف المتسلِّطين الذين يدوسون حقوق العمال الضعفاء وتدافع عن قضيّة الغريب والمهمّش، كما يظهر التقليد العريق للرابطة الإيطاليّة لنقابات العمّال.

أما التحدي الثاني، تابع البابا فرنسيس يقول فهو التجديد، الأنبياء هم الرقباء الذين يسهرون في أبراج المراقبة وكذلك على النقابة أن تسهر على جدران مدينة العمل وتحمي من هم داخل هذه المدينة وخارجها أيضًا وإلا فلن تقوم النقابة بعملها الجوهري في التجديد الإجتماعي. دعوتكم هي أيضًا حماية من لا حقوق لهم. إن رأسماليّة زمننا لا تفهم قيمة النقابة لأنها نسيت الطبيعة الاجتماعيّة للاقتصاد والحياة والروابط والعهود. قد لا يفهم مجتمعنا النقابة لأنه لا يرى كفاحها في فسحات الحقوق في الضواحي الوجوديّة وبين المهمّشين في العمل والمهاجرين والفقراء؛ لكن لا تسمحوا لهذه الأمور أن تحدّكم، أشجّعكم على الاستمرار بما تقومون به. لا وجود لمجتمع جيّد بدون نقابة جيّدة، والنقابة الجيّدة هي التي تولد يوميًّا في الضواحي وتحوّل الحجار المقصيّة إلى حجار زاوية.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أشكركم على هذا اللقاء وأبارككم وأبارك عملكم وأتمنى لكم كل الخير في مؤتمركم وعملكم اليومي. وأسألكم أن تصلّوا من أجلي. 








All the contents on this site are copyrighted ©.