2017-07-05 12:51:00

مقابلة مع رئيس جماعة سانت إيجيدو بشأن موجة الهجرة والممرات الإنسانية


بعد أن قررت فرنسا وإسبانيا عدم فتح المرافئ لاستقبال المهاجرين جاء دور النمسا لتعرب عن رفضها استضافة المزيد من المهاجرين إذ قال وزير الخارجية كورز إن بلاده مستعدة للدفاع عن حدودها مع إيطاليا إذا اقتضت الضرورة ذلك. ويُحكى عن إمكانية نشر حوالي سبعمائة وخمسين عنصرا من القوات المسلحة النمساوية لمراقبة الحدود، وعلى أثر هذه التصريحات استدعت وزارة الخارجية الإيطالية السفير النمساوي في روما للتعبير عن احتجاجها على مواقف حكومة فينا. هذا فيما أعلنت المنظمة الدولية للهجرات أن أكثر من مائة ألف شخص ـ بين مهاجر ولاجئ ـ وصلوا إلى أوروبا بحرا منذ مطلع العام الجاري. من جانبها أعلنت المفوضية الأممية العليا لشؤون اللاجئين أن الحكومة الإيطالية تحتاج إلى مساعدة الاتحاد الأوروبي مطالبة بمزيد من التضامن من قبل البلدان الأخرى، وهذا ما أكد عليه رئيس المفوضية الأوروبية يونكر.

في غضون ذلك وصل إلى روما اثنان وخمسون لاجئا سوريا قادمين من لبنان وذلك بفضل الممرات الإنسانية التي أقامتها جماعة سانت إيجيدو الكاثوليكية بالتعاون مع اتحاد الكنائس البروتستنتية في إيطاليا. وقد وصل عدد المستفيدين من هذه المبادرة ـ منذ شهر شباط فبراير الماضي ـ إلى ثمانمائة وخمسين شخصا. للمناسبة أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع رئيس جماعة سانت إيجيدو ماركو إيمباياتسو الذي أكد أن ظاهرة الهجرة التي نشهدها اليوم هي ظاهرة لا سابق لها لا بد من السعي إلى إيجاد حلول إيجابية في التعامل معها. ولفت إلى أن الممرات الإنسانية هي إحدى هذه الحلول.

وفي معرض حديثه عن اللاجئين الاثنين والخمسين الذين وصلوا للتو إلى روما قال إيمباياتسو إن من بين هؤلاء أربعة وثلاثين طفلا بينهم طفلة في العاشرة من العمر تحتاج إلى عملية زرع الكلى وستجري هذه العملية الجراحية في أحد مستشفيات تورينو. وأشار إلى أن الحرب في سورية ـ التي قد نساها البعض ـ ما تزال تولد الآلام وتحصد الضحايا مؤكدا استعداد سانت إيجيدو لتجديد الاتفاق مع وزارتي الداخلية والخارجية الإيطاليتين من أجل تمديد العمل بالممرات الإنسانية للعام المقبل لاستضافة ألف لاجئ إضافي.

هذا وأشار رئيس جماعة سانت إيجيدو في ختام حديثه إلى القسم الإيطالي في إذاعة الفاتيكان إلى توجيهات صدرت عن الاتحاد الأوروبي في العام 2001 في أعقاب أزمة الهجرة من دول البلقان، وهذه التوجيهات ترتكز إلى مبدأ التضامن الذي تستند إليه المعاهدات الأوروبية وتطلب من الدول الأوروبية أن تستقبل المهاجرين لدى بروز ظاهرة واسعة النطاق من الهجرة والنزوح، ما يعني تقاسم الأعباء بين مختلف البلدان الأوروبية. 








All the contents on this site are copyrighted ©.