2017-07-21 11:21:00

مقابلة مع البطريرك ساكو بشأن آخر التطورات الراهنة في العراق بعد تحرير الموصل


على الرغم من تمكن الأجهزة الأمنية العراقية من طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الموصل ما تزال الأوضاع في البلد العربي تشهد توترات لم تخلُ من أعمال العنف وعمليات الإعدام الجماعي. هذا وقد أثارت جدلا واسعا إقالة عمدة القوش المسيحي واستبداله بمسؤول آخر مقرب من الحزب الديمقراطي في كردستان. للمناسبة أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع بطريرك بابل للكلدان لويس ساكو الذي اعتبر أن هذه الحادثة هي سابقة في غاية الخطورة خصوصا لأن عمدة القوش وحاكم المحافظة ورؤساء بلديات قرى سهل نينوى يُنتخبون من قبل الشعب، وبالتالي لا يحق لأي حزب أن يعين شخصا في هذا المنصب أو أن يستبدل مسؤولا منتخبا بشخص آخر. وعاد غبطته ليؤكد أن هذا الأمر خطير بالنسبة للأقليات المسيحية مشددا على ضرورة أن تُحترم حقوق سكان تلك المناطق، ومشيرا إلى أن المرجعيات الدينية المسيحية المحلية لم تُصدر أي ردة فعل بل قامت برفع كتاب بهذا الشأن إلى رئيس الجمهورية على أمل أن تُصوّب الأمور.

في رد على سؤال بشأن الخطر الذي قد ينجم عن انفصال إقليم كردستان عن العراق قال بطريرك الكنيسة الكلدانية إنه يحق لأي طرف أن يقرر مصيره بنفسه لكن لا ينبغي أن يفرض رغبته على الآخرين. وسطر أهمية أن يتمكن سكان سهل نينوى من تقرير مستقبلهم بحرية بعيدا عن التدخلات الخارجية. ولفت إلى أن المشاكل في المنطقة ما تزال قائمة، وأن النازحين يخافون من العودة إلى ديارهم فيما لا يزال الغموض يكتنف المستقبل.

في سياق حديثه عن آخر التطورات الراهنة في مدينة الموصل، حيث تحدثت منظمة مراقبة حقوق الإنسان عن وقوع عمليات إعدام جماعي وأعمال عنف بحق من اشتُبه بعلاقتهم مع تنظيم الدولة الإسلامية لم يستبعد بطريرك بابل للكلدان إمكانية حصول هذه التجاوزات قائلا إن المنطقة تشهد حربا والحرب تكون خارجة عن السيطرة. وأوضح أن العديد من السكان المحليين كانوا متعاطفين مع داعش ولم يُعرف من هم مؤيدو التنظيم ومن هم معارضوه. ولفت إلى أن الشطر الغربي من مدينة الموصل دُمر بشكل تام تقريباً، وقال إن تسعة مستشفيات دُمرت من أصل المستشفيات العشرة في الموصل هذا فضلا عن تدمير ستة جسور، وثلاثة وستين مسجدا وكنيسة وأحد عشر ألف مسكن.

في ختام حديثه للقسم الإيطالي في إذاعة الفاتيكان شدد بطريرك بابل للكلدان لويس ساكو على ضرورة أن يتحول الانتصار في الموصل إلى انتصار للمصالحة بين القادة السياسيين العراقيين وقال: كفى للانقسامات، والصراعات والحروب! ودعا المسؤولين إلى التعامل باحترام ورأفة مع الناس المتألمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.