2017-07-25 12:03:00

مقابلة مع مراقب الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في جنيف بشأن الحق في المياه


يشدد البابا فرنسيس في رسالته العامة "كن مسبحا" على ضرورة أن يُترجم إدراك خطورة الأزمة الثقافية والإيكولوجية إلى عادات وممارسات جديدة، مع التأكيد على أهمية ضمان الحصول على المياه لكل كائن بشري لأن هذه المسألة هي مسألة عدالة في المقام الأول. وتماشيا مع نهج البابا فرنسيس يسعى الكرسي الرسولي إلى تقديم أسهامه في مختلف المحافل الدولية من أجل التوصل إلى ضمان هذه الحقوق الأساسية للإنسان بدءا من العمل في مجال تطبيق أجندة التنمية للعام 2030 والتي وضعتها منظمة الأمم المتحدة بغية استئصال ظاهرة الفقر على الصعيد العالمي.

للمناسبة أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف المطران إيفان يوركوفيتش الذي أوضح أن المعطيات المتوفرة لدى المنظمة الأممية بشأن استحالة حصول الأشخاص على المياه لا يسعها أن تتركنا غير مبالين. وأكد أن الأرقام مأساوية فعلا إذ تشير إلى أن ألف طفل تقريباً يموتون يوميا بسبب أمراض مرتبطة بالمياه، هذا فيما يستهلك أكثر من مليار وثمانمائة مليون شخص حول العالم المياه الملوّثة، كما يموت سنوياً مليونا شخص نتيجة أمراض تتعلق بالمياه.

ولفت سيادته إلى أن الهدف الذي وضعته الجماعة الدولية يتمثل في وقف هذه الظاهرة وقلب المعادلة، مذكرا بأن كل دولة مدعوة أيضا إلى تبني إجراءات قانونية تماشيا مع القرارات التي تبنتها بهذا الخصوص الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2010. وأكد أن هذا الالتزام يُقر بحق الأشخاص في الحصول على المياه، لاسيما مياه الشرب، كحق أساسي من حقوق الإنسان يفسح المجال أمام ضمان الحقوق الأخرى بدءا من الحق في الحياة. وأشار إلى أن الدول الأعضاء في الجمعية العامة لم توافق بمجملها على هذه القرارات وهذا ما أدى إلى تعقيد الأمور.

تابع مراقب الكرسي الرسولي حديثه لإذاعتنا مؤكدا أن بعثة الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في جنيف ستقدّم إلى الأمم المتحدة في الرابع عشر من أيلول سبتمبر المقبل وبالتعاون مع مؤسسة "المحبة في الحقيقة" ومع رئيس الدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة الكاردينال بيتر توركسون وثيقة تسلط الضوء على النتائج التي تترتب على المشاكل المتعلقة بالحق في الحصول على المياه، بما في ذلك النواحي التجارية والتعاون التقني، مع إيلاء اهتمام خاص بأزمات أخرى تحمل انعكاسات على هذا الصعيد، من بينها ظاهرة الهجرة والتبدل المناخي.

هذا وعاد المطران يوركوفيتش ليؤكد أنه يحق لكل كائن بشري الحصول على مياه الشرب الآمنة وهي مسألة في غاية الأهمية لاسيما في زماننا الحاضر، معتبرا أنه من المؤلم أن نرى التشريعات في بعض الدول التي لا تنظر إلى الحصول على المياه كحق أساسي من حقوق الإنسان. وأكد أن الكرسي الرسولي يسعى إلى إعطاء هذه المسألة القيمة التي تستحق لاسيما وأن الحق في الحصول على مياه الشرب أمر مقرر بالنسبة لحياة الأشخاص، كما لا بد أن تُربى الأجيال الناشئة على أهمية هذه المسألة وخطورة الوضع الراهن في عالم اليوم. وختم سيادته حديثه مشددا على أن واجب الكرسي الرسولي يتمثل في تسهيل الحوار والسعي إلى توحيد الأصوات من أجل هذه القضية المشتركة لافتا إلى أهمية أسهام كل دولة ضمن ثقافة التلاقي.

تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا فرنسيس أكد أن الحصول على المياه هو حق من حقوق كل كائن بشري لا بل هو حق أساسي من حقوق الإنسان. وتساءل: لماذا لا تنص تشريعات بعض الدول على أن المياه هي حق أساسي من حقوق الإنسان؟ لا بل هناك تشريعات حُذفت منها هذه الإشارة، وهذا أمر مؤلم حقا. ولفت البابا إلى مسألة الحصول على المياه التي تعني الجميع وتتعلق ببيتنا المشترك مشيرا إلى ضرورة العمل على تخطي الأنانية كي تتمكن العائلة البشرية من ضمان هذا الحق الأساسي لكل كائن بشري. وحثّ جميع الدول على تطبيق ما ورد في القرارات التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2010 والمتعلقة بالحق في المياه، كما أن اللاعبين غير الحكوميين مدعوون هم أيضا إلى تحمّل مسؤولياتهم على هذا الصعيد. 








All the contents on this site are copyrighted ©.