2017-08-13 10:06:00

رحيل الأخت روث بفاو، الملقبة بالأم تيريزا الباكستانية، والتي حاربت داء البرص


غيّب الموت عن عمر سبعة وثمانين عاماً الراهبة الألمانية روث بفاو، الملقبة بـ"الأم تيريزا الباكستانية" نظراً لسنوات الخدمة الطويلة التي أمضتها في باكستان والتزامها في القضاء على داء البرص. وقد وصلت الراهبة الراحلة إلى كاراتشي بعد أن أنهت دراسة الطب في أواخر خمسينيات القرن الماضي عندما كانت في طريقها إلى الهند، لكنها قررت المكوث في باكستان ولم تغادر تلك المدينة! لقد جعلت الأخت روث من مكافحة داء البرص دافعاً لحياتها وسبباً لوجودها. وقد روت في السنوات التالية أن المريض الأول الذي أقنعها بخوض هذه المعركة كان شاباً أفغانياً وكان يسير على يديه ورجليه. وسرعان ما تحوّل التزام الراهبة الراحلة إلى مبادرة ملموسة من أجل إنقاذ حياة آلاف المرضى المصابين بهذا الداء. ولم يعرف التزامُها وقفة بل دفعها إلى إنشاء عدد كبير من العيادات والمستشفيات المنتشرة اليوم على كامل التراب الباكستاني. في العام 1988 حصلت الأخت روث بفاو على الجنسية الباكستانية تقديراً لجهودها في مكافحة هذا الداء وفي العام 1996 أعلنت منظمة الصحة العالمية باكستان أولَ بلد في آسيا يتمكن من السيطرة على داء البرص.

وقبل رحيلها بسنوات قليلة أجرى معها القسم الألماني في راديو الفاتيكان مقابلة تحدثت فيها عن النشاط الدؤوب الذي قامت به في باكستان على مدى أكثر من نصف قرن وقالت إنها عملت مع باقي الراهبات في مختلف المناطق الباكستانية، وتمّت في نهاية المطاف السيطرة تماماً على هذا المرض، مع أن هذا الأمر كان يبدو مستحيلاً في الماضي. وأكدت أن أوضاع البؤس التي يعيش فيها هؤلاء المرضى تتطلب تحركاً فاعلاً من قبل الأشخاص المعنيين إذ لا يسعنا أن نغلق الأعين ونصمّ الآذان أمام ما يجري. وقالت إن جيلها الذي اختبر الحرب العالمية الثانية يُدرك جيداً حجم هذه المعاناة، مضيفة أنها كانت تعي ضرورة السير قدماً من أجل القضاء على داء البرص لأن الخيار الآخر المتاح أمامها يتمثل في الاستسلام. وعلى أثر وفاة الأخت روث أعلنت السلطات الباكستانية أنها ستقيم مراسم الجنازة الرسمية يوم التاسع عشر من الجاري في كاتدرائية القديس باتريك، في وقت أشاد فيه رئيس الوزراء الباكستاني عباسي بالجهود التي بذلتها هذه الراهبة الألمانية والتي أعطت الأمل للعديد من الأشخاص وتمكنت من تقديم خدمة للبشرية لا تعرف حدودا.








All the contents on this site are copyrighted ©.