2017-08-16 12:56:00

مقابلة مع رئيس مجلس أساقفة جنوب السودان بشأن آخر التطورات الراهنة في البلاد


إزاء تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية والإنسانية في جنوب السودان ـ خلال الأشهر القليلة الماضية ـ على أثر تعليق العمل باتفاق وقف إطلاق النار واستئناف المواجهات المسلحة، أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع أسقف أبرشية تومبورا يامبيو ورئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك المطران إدوارد هيبورو كوسالا الذي أشار إلى وجود العديد من المشاكل القبلية والثقافية، من مسببات الصراع المسلح، ولفت أيضا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية المحلية عازمة على مواصلة الحديث عن القضايا المهمة وعما يمكن فعله في البلاد خصوصاً وأن الأطراف المتنازعة يحرّكها البحث عن المصالح الخاصة وعن التفرّد بالحكم لا من أجل

تحسين أوضاع المواطنين. هذا وكان البابا فرنسيس قد عبّر عن رغبته في زيارة هذا البلد الأفريقي لكن الزيارة لن تحصل خلال هذا العام.

أكد سيادته أن الوضع في جنوب السودان ما يزال مأساوياً، والحرب لم تنته بعد وذلك على الرغم من خوض مفاوضات السلام إذ إن المواجهات المسلحة مستمرّة بين القوات الحكومية والثوار وهي ما فتئت تحصد الضحايا الأبرياء من رجال ونساء وأطفال في مختلف أنحاء البلاد. كما أن سكان منطقة جبل نوبا يعانون من النقص في المواد الغذائية. ولفت المطران كوسالا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية المحلية ما تزال تروّج للسلام والمصالحة، قائلاً إن الأطراف تصغي إلى نداءات الكنيسة لكنها لا تسير بحسب التوجيهات ولا تعتمد الحوار وسيلةً لحل الخلافات القائمة. كما أن الكنيسة تسعى جاهدة إلى التواصل مع المجموعات المتمردة كي تُحدّث الثوار عن أهمية السلام. وروى رئيس مجلس أساقفة جنوب السودان أنه توجّه شخصياً إلى إحدى الغابات حيث التقى بأكثر من خمسة عشر ألف شاب قرروا حمل السلاح من أجل القتال ضد الحكومة وتمكّن من إقناعهم بالعودة عن قرارهم والرجوع إلى المدينة وإقامة حوار مع السلطات الحكومية.

وذكّر سيادته بأن الكنيسة الكاثوليكية تسعى أيضاً إلى تلبية احتياجات المواطنين لافتاً إلى أن الحكومة ـ ومنذ اندلاع الحرب ـ توقفت عن تقديم الخدمات للسكان. كما أن الكنيسة المحلية تقوم بفتح المدارس على الرغم من الصعوبات الناجمة عن الموارد المحدودة. وأكد سيادته في ختام حديثه لإذاعة الفاتيكان أن الكنائس تشكل ملجأً للعديد من المواطنين الذين يحتمون داخلها لدى وقوع الاشتباكات المسلحة. ووجه المطران كوسالا نداءً إلى المسيحيين المنتشرين حول العالم داعيا إياهم للصلاة عن نية جنوب السودان ومذكراً بأن الكنيسة لن توفّر جهدا من أجل مساعدة الأشخاص المحتاجين. يشار هنا إلى أن الثوار شنوا خلال الأيام الماضية هجوما مسلحا لاستعادة السيطرة على بعض المناطق القريبة من الحدود مع أثيوبيا والتي سيطر عليها الجيش في السادس من الجاري.








All the contents on this site are copyrighted ©.