2017-08-19 15:33:00

زيارة الكاردينال بارولين إلى موسكو. مقابلة مع المطران شيليستينو ميليوريه


في وقت يستعد فيه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين لزيارة الفدرالية الروسية بدءاً من يوم غد الاثنين ولغاية الرابع والعشرين من آب أغسطس الجاري، أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان يوم أمس السبت مقابلة مع مراقب الكرسي الرسولي السابق لدى الأمم المتحدة في نيويورك المطران شيليستينو ميليوريه الذي عبّر عن أمله بأن تساهم زيارة المسؤول الفاتيكاني في تسهيل الحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية وفي التخفيف من حدة التوترات الراهنة على الساحة الدولية. وكانت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي قد أعلنت أن الهدف من زيارة الكاردينال بارولين إلى الفدرالية الروسية يتمثل في لقاء كبار المسؤولين المدنيين، على رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغاي لافروف، فضلاً عن قادة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية يتقدمهم البطريرك كيريل والمتروبوليت هيلاريون، كما أن الزيارة ترمي أيضاً إلى التعبير عن القرب الروحي للبابا فرنسيس من الجماعة الكاثوليكية المحلية.

وفي سياق حديثه لإذاعتنا عاد المطران ميليوريه بالذاكرة إلى اللقاء التاريخي الذي تم بين البابا فرنسيس والبطريرك كيريل في هافانا عاصمة كوبا العام الماضي، وتوقف سيادته أيضاً عند بعض الخطوات المشتركة التي اتخذتها الكنيستان، ناهيك عن السيناريوهات الدولية الهشة والتي تلعب فيها موسكو دوراً رئيساً. وقال الدبلوماسي الفاتيكاني السابق إن الكاردينال بارولين سيزور موسكو حيث سيعبّر عن مواقف البابا فرنسيس تجاه العديد من الأزمات الراهنة حول العالم، مذكراً بأن الكرسي الرسولي يتابع باهتمام وقلق الأوضاع الراهنة ويرغب في الإسهام في التوصل إلى حلول لهذه الأزمات، متوجهاً أيضاً إلى الإرادة الصالحة لدى الناس وداعياً إلى تحقيق مزيد من التقارب والتفاهم بين اللاعبين الرئيسيين على الساحة الدولية. وأكد المطران ميليوريه أن الكرسي الرسولي يُبقي الأبواب مفتوحة على التلاقي والحوار مع جميع البلدان والثقافات والديانات ويشجع في الوقت نفسه على التخلي عن المواقف الأيديولوجية.

وفي ردّ على سؤال بشأن استعدادات الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لاستقبال بارولين قال المسؤول الفاتيكاني إن زيارة الكاردينال بارولين إلى روسيا تكتسب أهمية كبرى خصوصاً وأنها تجري في أعقاب اللقاء بين البابا فرنسيس والبطريرك كيريل في كوبا، وأشار ميليوريه إلى بعض المقابلات بشأن هذه الزيارة والتي نُشرت على صفحات الجرائد، لافتاً إلى أنها عكست تطلّع الكنيسة الأرثوذكسية والجماعة الكاثوليكية لهذه الزيارة.

وفي معرض حديثه عن نمو مسيرة الحوار المسكوني بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية خلال السنوات الماضية، قال مراقب الكرسي الرسولي السابق لدى لأمم المتحدة في نيويورك إن الطرفين ـ وتماشياً مع إعلان هافانا ـ يسعيان إلى تحقيق التقارب في مواجهة بعض المسائل وذلك من أجل تسهيل تخطي الأزمات والتحديات والتهديدات التي تلقي بثقلها على الناس في مختلف أنحاء العالم، وأشار سيادته في هذا السياق إلى مبادرة مشتركة أطلقتها الكنيستان ألا وهي تحسيس الرأي العام العالمي على مسألة اضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط والبحث عن الوسائل الكفيلة بمد يد العون لهؤلاء، وأكد أن هذا سيشكل أحد المواضيع التي سيتطرق إليها الكاردينال بارولين مع محاوريه في موسكو.

في ختام حديثه للقسم الإيطالي في إذاعة الفاتيكان تمنى المطران شيليستينو ميليوريه أن تساهم زيارة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى روسيا في تعزيز المعرفة والاحترام المتبادل بين الجماعتين المسيحيتين لافتاً إلى أن هذا ما يتم فعله حالياً على المستويات الثقافية والدينية والاجتماعية والإنسانية ومن خلال إطلاق مبادرات مشتركة تساعد على تحقيق هذا التقارب وتخطي خلافات الماضي.








All the contents on this site are copyrighted ©.