هيئة كاريتاس تقدم المساعدة لضحايا الحرب والمجاعة في جنوب السودان

في وقت يواصل فيه المدنيون في جنوب السودان نزوحهم عن المناطق التي تعاني من الحرب الأهلية والجوع تسعى الكنيسة الكاثوليكية ـ من خلال هيئة كاريتاس ـ إلى مد يد العون لهؤلاء الأشخاص، خصوصا وأن الإحصاءات تشير إلى أن عدد اللاجئين من جنوب السودان وصل إلى مليون وثلاثمائة ألف شخص تقريباً، وقد أطلقت مؤخرا حكومة الخرطوم دعوة إلى الجماعة الدولية كي تساعد اللاجئين. وللمناسبة أجرى القسم الإيطالي في إذاعة الفاتيكان مقابلة مع المسؤول عن قسم أفريقيا في كاريتاس الإيطالية السيد فابيو كافاليتّي الذي أشار إلى أن الأوضاع في هذا البلد الأفريقي تزداد سوءا لاسيما خلال العام الماضي، لافتا إلى ارتفاع عدد الميليشيات المسلحة والعصابات والمجموعات الفوضوية التي تسلب الموارد الطبيعية ولا تتردد في تدمير قرى بأكملها. وأشار إلى أن عدد المهجرين داخليا وصل إلى تسعمائة ألف شخص تقريباً، يضاف إلى هؤلاء حوالي مليوني شخص لجؤوا إلى الدول المجاورة شأن أوغندا، السودان، أثيوبيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا، وجزء ضئيل لجأ إلى جمهورية أفريقيا الوسطى.

وأكد المسؤول في هيئة كاريتاس الإيطالية أن الكنيسة الكاثوليكية في جنوب السودان جندت طاقاتها من أجل مد يد المساعدة إلى الأشخاص المحتاجين، من نزحوا عن ديارهم ومن قرروا البقاء أيضا. ولفت إلى أن النسبة الأكبر من مساعدات الكنيسة هي عبارة عن مواد غذائية، مذكرا بأن جنوب السودان هو بين البلدان الأربعة التي أعلنتها منظمة الأمم المتحدة منطقة مجاعة فضلا عن الصومال ونيجيريا واليمن. كما أن الكنيسة ـ مضى كافاليتي يقول ـ تقدم المساعدات الطبية إلى المرضى وهي تساعد أيضا الأشخاص الذين فقدوا عملهم على إطلاق نشاطات إنتاجية، لاسيما في مجال الزراعة وتربية المواشي حيث تسمح الظروف بذلك. وفي ختام حديثه إلى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان لفت المسؤول عن قسم أفريقيا في كاريتاس إيطاليا، إلى أن شبكة كاريتاس في جنوب السودان تقدّم الدعم لحوالي أربعمائة وثمانين ألف شخص، وقد بلغت قيمة المساعدات المقدمة لهؤلاء أكثر من تسعة وعشرين مليون دولار أمريكي، كما أن الهيئة الخيرية أطلقت برنامجا بقيمة مليوني يورو، يحظى أيضا بدعم كاريتاس إيطاليا، يصب في صالح العائلات المحتاجة ويقدم لها الطعام والمساعدة في قطاع الزراعة وتربية المواشي.