2017-09-19 11:51:00

مداخلة الكرسي الرسولي أمام المشاركين في أعمال الجمعية العامة الـ61 للوكالة الدولية للطاقة الذرية


ألقى أمين سر الدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة المطران برونو ماري دوفي مداخلة أمام المشاركين في أعمال الجمعية العامة الحادية والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية. استهل المسؤول الفاتيكاني كلمته ناقلا تحيات البابا فرنسيس وتمنياته الحارة إلى جميع المؤتمرين. وتوجه بالتهنئة إلى الرئيسة الجديدة لهذه الهيئة الأممية لمناسبة انتخابها مؤخرا في هذا المنصب، متوجها بالشكر إلى المدير العام للوكالة السيد يوكيا أمانو وأمانة السر على الجهود الحثيثة التي تبذلها الوكالة والتي تعود بالفائدة على الجميع وهنّأ أيضا المدير العام على إعادة انتخابه لولاية جديدة مدتها أربع سنوات. هذا ثم أشاد سيادته بالعمل الدؤوب الذي تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ ستة عقود والذي ساهم إلى حد كبير في الحد من انتشار الأسلحة النووية، كما روّج هذا النشاط لنزع السلاح النووي وتعزيز التنمية البشرية المتكاملة من خلال تفعيل التعاون الدولي في مجال الاستخدام السلمي للتكنولوجيات النووية.

هذا ثم أشار المطران دوفي إلى الصلة القائمة بين منع الانتشار النووي ونزع الأسلحة النووية. وأشار في هذا السياق إلى عملية المراقبة والتدقيق التي تقوم بها الوكالة الدولية فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي والالتزامات التي اتخذتها حكومة طهران في إطار ما يُعرف بخطة العمل الشاملة. واعتبر أن هذا الأمر يساهم بلا شك في إحلال المزيد من السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط. ولم يُخف المسؤول الفاتيكاني قلقه حيال البرنامج النووي لكوريا الشمالية معتبرا أن السياسة التي تنتهجها قيادة بيونغ يانغ تشكل تهديدا للأمن والسلام في المنطقة، فضلا عن كونها تعرض للخطر منظومة نزع الأسلحة النووية. ورأى أنه لا يوجد أي حل عسكري لهذه المشكلة، مذكرا بأن الكرسي الرسولي يدعم الجهود المتواصلة والصبورة التي تبذلها الجماعة الدولية من أجل إقامة مفاوضات وإفساح المجال أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقوم بعملها كمراقب.

ولفت المسؤول الفاتيكاني في هذا السياق إلى أن الكرسي الرسولي عبّر في شهر تموز يوليو الماضي عن دعمه للمفاوضات في مجال الردع النووي من أجل التوصل إلى عالم خال من هذا النوع من الأسلحة المدمرة. بعدها تطرق سيادته إلى الإسهام الذي يمكن أن يقدمه الاستخدام السلمي للتكنولوجيات النووية، ودعا إلى عدم نسيان الفقراء بل إلى رؤية المشاكل من وجهة نطر هؤلاء. وذكر أيضا بكلمات البابا فرنسيس الذي ندد في أكثر من مناسبة بغض النظر عن الاعتناء بالفقراء وحذّر أيضا في الرسالة التي بعث بها إلى المشاركين في مؤتمر فينا بشأن التبعات الإنسانية للأسلحة النووية الذي عُقد في كانون الأول ديسمبر من العام 2014 (حذّر) من مغبة رصد الموارد لتصنيع الأسلحة النووية، في وقت ينبغي أن تُصرف فيه هذه الأموال من أجل تمويل البرامج التنموية في المناطق الأكثر فقرا وعوزا.

بعدها أشاد أمين سر الدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة بالجهود التي ينبغي أن تلعبها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاسيما في البلدان والمناطق التي تعاني من الصراعات والأزمات، والتي وضعت برامج ترمي إلى تعزيز منع الانتشار النووي واستخدام التكنولوجيات النووية لأغراض سلمية. وفي الختام أشار سيادته إلى أهمية تعزيز التعاون في القضايا الأمنية في إطار تحمل المسؤوليات والتضامن من أجل تخطي مفاهيم الانعزالية والبحث عن المصالح الخاصة الضيقة. وأكد أن سلامنا وأمننا يعتمدان على ضمان أمن وسلامة الآخرين. ومن هذا المنطلق حث القادة السياسيين كافة على التعاون بنية طيبة من أجل التوصل إلى الأهداف المشتركة ألا وهي منع الانتشار النووي ونزع الأسلحة النووية فضلا عن الاستخدام السلمي للتكنولوجيات والترويج للتنمية البشرية. 








All the contents on this site are copyrighted ©.