2017-09-25 13:01:00

تطويب الأب روثر، رسول الشعوب الأصليّة في غواتيمالا


أحتُفِل أمس الأحد، ولأوّل مرّة في كنيسة الولايات المتّحدة، بتطويب الأب ستانلي فرنسيس روثر، مُرسل في غواتيمالا من مدينة أوكلاهوما، قُتل عام 1981 بسبب إيمانه وهو في السادس والأربعين من عمره. ولد الأب روثر عام 1935 من عائلة فلاحين وقد تميّز بمهارة كبيرة في الأعمال اليدويّة وبجهوزيّته واستعداده للخدمة والتعاون.

اشتُهر الأب ستانلي فرنسيس روثر بالمواظبة والحكمة والاستقامة وحياة الصلاة والغيرة على النفوس. ونقرأ على إحدى الصور التي اختارها لسيامته الكهنوتية "للتبريك والعماد ولتقديم الذبيحة وللحكم والوعظ" وعلى صورة أخرى كلمات القديس أغوسطينوس: "أنا مسيحي لخيري وأنا كاهن لخير الآخرين". سيم كاهنًا عام 1963 وبعد أن خدم في بضعة رعايا في الولايات المتَّحدة قَبِلَ دعوة البابا يوحنا بولس الثاني لكنيسة أمريكا لكي تُخصّص مرسلين لأمريكا الوسطى، فأُرسل إلى سانتياغو أتيتلان في غواتيمالا كمرسل بين شعوب التزوتوهيل. اختار أن يعيش مع عائلة من السكان الأصليين ليتعلّم لغتهم فأتقنها لدرجة أنّه ترجم العهد الجديد وكان يحتفل بالقداس الإلهي بهذه اللغة عينها.

عاش مع الشعوب الأصليّة خلال زلزال عام 1976 فكان يحمل إليهم المساعدات ويساعد في انتشال الجرحى من تحت الأنقاض، كما وخلق خلال سنوات إقامته معهم نوعًا من التعاونيّة الزراعيّة وفتح مستشفى وإذاعة راديو كان يستعملها لتثقيف الناس. لقد أظهر احترامًا ومحبّة كبيرين تجاه هؤلاء الشعوب وهم بدورهم قد بادلوه الإعجاب والمحبّة البنويّة. لم يكُن إلتزامه هذا مرغوبًا من نظام الجنرال إفراييم ريوس مونت، والذي تمّت إدانته عام 2013 بسبب الجرائم التي ارتكبها ضدّ البشريّة ولإبادة ألف وسبعمائة وواحد وسيعين شخصًا من الشعوب الأصلية. وبالتالي أصبح الأب ستانلي فرنسيس روثر هدفًا لفرق الموت هذه التي كانت تضطهد كل نشاط لصالح جماعات الشعوب الأصليّة. وبعد تهديدات ومضايقات عديدة تعرّض لها الأب روثر لأنّه كان يساعد أرامل وأبناء الأشخاص الذين قُتلوا أثناء الاضطهاد، تمّت إعادته إلى الولايات المتّحدة حيث بقي لبضعة أشهر فقط، ثم عاد إلى شعوب التزوتوهيل التي أحبّها وهكذا في الثامن والعشرين من تموز يوليو عام 1981 دخل بعض الرجال المسلّحين إلى بيت الرعيّة وقتلوه.

قال عنه الكاردينال أنجلو أماتو إن الأب ستانلي فرنسيس روثر قد عاش كتلميذ كامل للمسيح يصنع الخير ويزرع السلام والمصالحة بين الشعوب. لقد كان صاحب قلب نبيل ورحيم مع الخطأة ولم يكن يوفِّر طاقاته. كان يجلس في كرسي الاعتراف لساعات ليستمع إلى التائبين وتميّز بجهوزيّته وسخائه مع الفقراء، فكان يحمل المرضى منهم إلى المستشفى ويؤمِّن لهم الأدوية والمال للعلاجات، ويعتني بالمسنّين العُزَّل. وإذ تنشّأ في مدرسة الإنجيل كان الأب ستانلي فرنسيس روثر يرى حتى في الأعداء رفاقًا في البشريّة. لم يكن يكره أحدًا بل كان يحب الجميع، لم يكن يهدم بل كان يبني وهذا هو الإرث القيّم الذي تركه لنا وللكنيسة والبشريّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.