2017-10-04 12:48:00

في مقابلته العامة البابا فرنسيس: المسيحي هو مرسل رجاء


أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول أريد في هذا التعليم أن أتحدّث عن مرسلي الرجاء اليوم. يسعدني أن أقوم بذلك في بداية شهر تشرين الأوّل والذي تكرّسه الكنيسة بشكل خاص للرسالة ولاسيما اليوم في عيد القديس فرنسيس الذي كان مرسلاً كبيرًا للرجاء!

تابع الأب الأقدس يقول إن المسيحي في الواقع ليس نبيّ بلاء وكوارث وإنما العكس لأنَّ جوهر إعلانه هو أن يسوع مات محبّة بنا وأن الله أقامه في صباح الفصح. هذه هي نواة الإيمان المسيحي. لو توقّفت الأناجيل عند دفن يسوع، لأُضيفت سيرة هذا النبي إلى سير العديد من الشخصيات البطوليّة التي بذلت حياتها في سبيل مثال ما، ولكان الإنجيل مجرّد كتاب تعزية ولا إعلان رجاء.

أضاف الحبر الأعظم يقول لكن الأناجيل لا تنتهي مع الجمعة العظيمة، بل تذهب أبعد، وهذا الجزء بالذات هو الذي يحوّل حياتنا. لقد كان تلاميذ يسوع محبطين في ذلك السبت بعد صلبه، وذلك الحجر الذي دُحرج على باب القبر قد أغلق أيضًا ثلاث سنوات رائعة عاشوها مع معلّم الناصرة. لقد بدا أن كل شيء قد انتهى وبعضهم إذ خاب أملهم وتملّكهم الخوف بدؤوا يتركون أورشليم.

لكن يسوع قام! تابع البابا فرنسيس يقول، وهذا الأمر الغير متوقّع قلب أذهان التلاميذ وقلوبهم؛ لأنَّ يسوع لم يقم من أجل نفسه، وإن صعد إلى الآب فذلك لأنّه يريد أن يشارك بقيامته كلَّ كائن بشري ويرفع كل خليقة. وفي يوم العنصرة حوّل الروح القدس التلاميذ؛ فلن يكون لديهم مجرّد إعلان جميل يحملونه للجميع بل سيكونون مختلفين عن قبل، كمن ولدوا لحياة جديدة.

أضاف الأب الأقدس يقول ما أجمل أن نفكّر أننا أشخاص يعلنون قيامة يسوع لا بالكلمات وحسب وإنما بالأعمال أيضًا وبشهادة الحياة! يسوع لا يريد تلاميذًا قادرين فقط على تكرار صيغ تعلّموها وحفظوها، بل يريد شهودًا: أشخاص ينشرون الرجاء من خلال أسلوبهم في الاستقبال والابتسام والحب. ولاسيما في أسلوبهم في الحب لأنَّ قوّة القيامة تجعل المسيحيين قادرين على الحب حتى عندما يبدو أن الحب قد فقد أسبابه. هناك "شيء إضافي" نجده في الوجود المسيحي ولا يمكننا أن نشرحه ببساطة بالشجاعة أو بالتفاؤل.

تابع الحبر الأعظم يقول إن مهمّة المسيحيين في هذا العالم هي أن يفتحوا فسحات خلاص، كخلايا تجدُّد قادرة على إعادة الحيويّة لما كان يبدو قد ضاع إلى الأبد. هكذا هو المسيحي الحقيقي: لا يتذمّر ولا يغضب بل يقتنع، بقوّة القيامة، أن ما من شرّ مُطلق وغير محدود، ما من ليل بدون نهاية وما من إنسان خاطئ بشكل حاسم، وما من حقد لا يمكن للحب أن يتغلّب عليه.

بالتأكيد، أضاف البابا فرنسيس يقول، سيدفع التلاميذ غاليًا ثمن هذا الرجاء الذي منحهم يسوع إياه. لنفكّر بالعديد من المسيحيين الذين لم يتركوا شعبهم عندما حل زمن الاضطهاد. لقد بقوا هناك حيث لم يكن الغد أكيد وحيث لم يكن بإمكانهم القيام بأي مشروع من أي نوع كان، بقوا يرجون بالله. أفكِّر بالعديد من إخوتنا وأخواتنا في الشرق الأوسط الذين يشهدون لهذا الرجاء ويقدِّمون حياتهم في سبيل هذه الشهادة. هؤلاء هم المسيحيون الحقيقيّون! هؤلاء يحملون السماء في قلوبهم وينظرون أبعد على الدوام.

تابع الأب الأقدس يقول إنَّ من نال نعمة معانقة قيامة يسوع بإمكانه أن يرجو بما هو غير مرجو. إنَّ شهداء كل زمن يخبروننا، من خلال أمانتهم للمسيح، أنَّ الظلم لا يملك الكلمة الأخيرة على الحياة. في المسيح القائم من الموت يمكننا أن نستمرّ في الرجاء. إن الرجال والنساء الذين يملكون "هدفًا" ليعيشوا يقاومون أكثر من غيرهم عند الشدّة والصعوبة. إنَّ الذي يملك المسيح بقربه لا يخاف شيئًا أبدًا. ولذلك ليس المسيحيون أشخاصًا ضعفاء يقبلون بالواقع؛ وبالتالي لا ينبغي خلط تواضعهم ووداعتهم بالاستسلام. يحث القديس بولس تيموتاوس على التألُّم من أجل الإنجيل قائلاً: " إِنَّ اللهَ لم يُعطِنا رُوحَ الخَوف، بل رُوحَ القُوَّةِ والمَحبَّةِ والفِطنَة"، وبالتالي عندما يسقطون، ينهضون على الدوام! وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول لهذا السبب المسيحي هو مرسل رجاء. ليس لاستحقاقاته وإنما بفضل يسوع، حبّة الحنطة التي وقعت في الأرض وماتت وأَخرَجَت ثَمَراً كثيراً.

وفي ختام مقابلته العامّة وجّه الأب الأقدس نداء قال فيه أرغب في أن أعلن أنّ الأمانة العامة لسينودس الأساقفة قد دعت من التاسع عشر وحتى الرابع والعشرين من آذار مارس لعام 2018 إلى اجتماع ما قبل السينودس وسيُدعى إليه شباب من مختلف أنحاء العالم: شباب كاثوليك وشباب من مختلف الطوائف المسيحية ومن ديانات أخرى أو غير مؤمنين.

وهذه المبادرة، تابع الأب الأقدس يقول، تندرج في مسيرة الاستعداد للجمعية العامة المقبلة لسينودس الأساقفة والتي ستُعقد تحت عنوان الشباب الإيمان وتمييز الدعوة في تشرين الأول أكتوبر عام 2018. من خلال هذه المسيرة تريد الكنيسة أن تضع نفسها في الإصغاء لصوت الإيمان وإنما أيضًا لشكوك وانتقادات الشباب، ولذلك ستُسلّم البيانات الختاميّة للاجتماعات لآباء السينودس.   








All the contents on this site are copyrighted ©.