2017-12-13 11:28:00

رسالة البابا إلى المشاركين في مؤتمر بروما بدعوة من مؤسسة: ترقي الشعوب من أجل أمريكا اللاتينية


وجه البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين في مؤتمر يُعقد في روما بدعوة من مؤسسة "ترقي الشعوب من أجل أمريكا اللاتينية" لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لنشأة هذه المؤسسة. أكد البابا في الرسالة أن أمريكا اللاتينية تتطلب اليوم التزاماً أكثر قوة وصلابة من أجل تحسين الظروف الحياتية للجميع، بدون استثناء أي شخص، والسعي إلى مكافحة الظلم والفساد للتوصل إلى أفضل نتيجة ممكنة. واعتبر البابا فرنسيس أنه على الرغم من القدرات التي تتمتع بها بلدان أمريكا اللاتينية فقد جاءت هذه الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، والتي زاد من تفاقمها الدين الخارجي الذي يعيق النمو، لتضرب السكان وتزيد من نسبة الفقر والبطالة وعدم التوازن الاجتماعي، كما ساهمت أيضا في سوء إدارة بيتنا المشترك وصولا إلى مستويات لم يكن تصورها ممكنا في الماضي.

وتحدث البابا في رسالته عن أكثر من أربعة آلاف وأربعمائة مشروع تم تنفيذها في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاراييب من أجل تحسين الظروف المعيشية للسكان الأصليين وذلك بفضل دعم مؤسسة ترقي الشعوب. ولفت فرنسيس إلى أن النموذج المالي الراهن يضع في المحور إله المال وحسب ومن هذا المنطلق تمنى أن يُبذل جهد مشترك يجعل من الإقصاء موردا حقيقياً لا يعود بالفائدة على بلد واحد وحسب إنما على المجتمع البشري ككل. وحثّ البابا المشاركين في هذا المؤتمر على السعي إلى بناء عالم أكثر عدلا وإنسانية يرى وجه المسيح في كل أخ وأخت وسط الشعوب المهمشة في أمريكا اللاتينية.

وقد افتُتحت أعمال المؤتمر بمداخلة للكاردينال بيتر توركسون رئيس الدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة ورئيس المؤسسة المحتفى بها. وسلط نيافته الضوء على أعمال الجمعية العامة لسينودس الأساقفة المرتقبة في الفاتيكان في شهر تشرين الأول أكتوبر من العام 2019 والتي ستُخصص للتباحث في منطقة الأمازون لافتا إلى أن هذا اللقاء يمثل تحديا بالغ الأهمية. أما الكاردينال لورنزو بالديسيري، أمين عام سينودس الأساقفة فتحدث هو أيضا عن أعمال هذا السينودس المرتقب وأشار إلى أن الهدف الأساسي من هذه الجمعية يتمثل في البحث عن دروب جديدة للكرازة بالإنجيل في تلك البقاع، لاسيما وسط السكان الأصليين، الذين غالبا ما يكونون منسيين ويفتقرون إلى الأمل في مستقبل آمن. وتوقف نيافته في هذا السياق عند الزيارة التي سيقوم بها البابا فرنسيس إلى بيرو الشهر القادم، وسيتخللها لقاء مع شعوب الأمازون في بويرتو مالدونادو في التاسع عشر من كانون الثاني يناير 2018.

وقال الكاردينال بالديسيري إن فرنسيس سيكون أول بابا يزور هذه المنطقة الأمازونية، مشددا على ضرورة أن تسبق أعمال السينودوس لقاءات تحضيرية تفسح المجال أمام الإصغاء إلى مطالب وتطلعات سكان الأمازون وهذا الأمر سيسمح للأساقفة بالمشاركة في أعمال الجمعية العامة بعد الاطلاع على وثيقة مفصلة تُعد حول هذا الموضوع. وشدد نيافته على ضرورة صب الاهتمام على هذه المنطقة المنسية من العالم، هذه مسؤولية من مسؤوليات الكنيسة، إنها مسؤولية مدنية واجتماعية فضلا عن كونها رسالة. تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه المؤسسة أبصرت النور برغبة من البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وقد أُسندت إلى المجلس البابوي "قلب واحد" لتصير الآن تابعة لدائرة التنمية البشرية المتكاملة.








All the contents on this site are copyrighted ©.