2017-12-20 11:59:00

الكاردينال تشارلز بو يزور شمال ميانمار حيث ما تزال تتردد أصداء نداءات البابا فرنسيس


"إن كلمات البابا فرنسيس بشأن الغفران لامست قلوب اللاجئين في محافظة كاشين وزيارةُ الكاردينال بو إلى المنطقة تشكّل بداية لدفع جديد لعملية المصالحة في ميانمار". جاءت هذه الكلمات على لسان الكاهن سو ناينغ، المتحدث بلسان مجلس أساقفة ميانمار، تعليقاً على الزيارة التي قام بها رئيس أساقفة العاصمة يانغون الكاردينال تشارلز ماونغ بو إلى تلك المحافظة الشمالية بهدف لقاء النازحين المكدّسين في مخيمات اللاجئين بسبب الصراع الدائر بين الجيش النظامي وما يُعرف بجيش تحرير كاشين. وقد سلطت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية الضوء على هذه المبادرة التي تأتي في أعقاب الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس إلى هذا البلد الذي يشهد صراعاً دامياً بين الطرفين المتنازعين اندلع في العام 2011 عندما خرقت أعمال العنف اتفاقاً لوقف إطلاق النار يعود إلى العام 1994. وقد أدت المصادمات إلى تشريد أكثر من مائة وعشرين ألف شخص، يتوزعون منذ ذلك التاريخ على مائة وسبعة وستين مخيماً في محافظة كاشين.

وأوضحت الصحيفة الفاتيكانية أن الكاردينال بو جال أيضاً على عدد من المؤسسات الخيرية التي تمد يد العون لهؤلاء النازحين، لاسيما تلك المتواجدة في عاصمة المحافظة ميت كينا. وتعليقاً على النتائج التي تركتها زيارة البابا فرنسيس إلى هذا البلد أوضح المتحدث بلسان مجلس الأساقفة المحلي أنه على الرغم من التوترات التي ما تزال قائمة فقد لقيت كلمات البابا ونداءاتُه أصداءً إيجابية، خصوصاً عندما دعا فرنسيس إلى السلام والمصالحة، وشدد على ضرورة أن ينبذ الكاثوليك بنوع منطق الثأر، كما شجع قادة الكنيسة المحلية على البحث دوماً عن الوحدة والمحبة وتضميد الجروح في حياة الأشخاص. ولفت الكاهن سو ناينغ أن كهنة الكنيسة الكاثوليكية كثّفوا الجهود في عملهم الرعوي بعد زيارة البابا فرنسيس إلى ميانمار. وأشار أيضاً إلى أن الكاردينال بو التقى في كاتدرائية عاصمة المحافظة الجنرال البيرماني ني ني سو قائد جيش الشمال، مؤكداً أن هذا اللقاء يشكل مؤشراً إيجابياً يعكس استعداد القوات المسلحة للتعاون مع الكنيسة في مسيرة السلام والمصالحة.

في هذا السياق اعتبر المطران رايموند سوملوت غام، أسقف أبرشية بان ماور التي تستضيف أعداداً كبيرة من النازحين، أن زيارة البابا الرسولية أطلقت على ما يبدو مسيرة مصالحة في هذا البلد، خصوصاً وأن جميع أهالي ميانمار عبروا عن تقديرهم لكلمات البابا بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، لافتاً إلى أن سكان محافظة كاشين يسعون إلى ترجمة نداءات البابا في وقت تسعى فيه الأطراف المتناحرة للجلوس إلى طاولة المفاوضات.








All the contents on this site are copyrighted ©.