2017-12-29 14:16:00

في رسالته لمناسبة عيد الميلاد الكاردينال بو يسلط الضوء على رسالة السلام والمحبة للبابا فرنسيس


نشرت وكالة الأنباء الكاثوليكية آسيا نيوز يوم أمس الخميس نص الرسالة التي بعث بها إلى المؤمنين رئيس أساقفة يانغون بميانمار الكاردينال تشارلز ماونغ بو لمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة وشاء أن يسلط من خلالها الضوء على رسالة السلام والمحبة التي حملها البابا فرنسيس إلى هذا البلد الآسيوي خلال زيارته الرسولية الأخيرة، لكنه لم يخف قلقه البالغ إزاء ما سماها بالجراح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي ما تزال تعاني منها هذه الأمة. وكتب نيافته أن الله صالح البشر مع ذاته من خلال ابنه، وبالتالي نستطيع نحن أيضا أن نتصالح مع بعضنا البعض. وذكّر بكلمات السلام التي تفوه بها البابا فرنسيس خلال تواجده في ميانمار منذ أسابيع قليلة، لافتا بنوع خاص إلى دعوته للمصالحة بين مكونات المجتمع كافة.

وتحدث بو أيضا عن معاناة المسيحيين المنتمين إلى إتنية الكاشين الذين هم ضحية صراع طويل مع الجيش البيرماني، هذا فضلا عن الأزمة الإنسانية في محلة راخين، والسد المثير للجدل في نهر إيراوادي، الذي يتم بناؤه بفضل اتفاق بين الصين وميانمار. واعتبر رئيس أساقفة يانعون أن تضميد كل هذه الجراحات يتطلبُ تطبيق برنامج جديد يرتكز إلى المحبة والسلام. وكتب الكاردينال بو في رسالته أن البابا فرنسيس شرّف هذه الأمة من خلال الزيارة التي قام بها، والتقى خلالها بالكنيسة المحلية التي تعيش على هامش المجتمع، حاملا إليها أجواء من الفرح والعيد والبهجة. وأكد نيافته أنه على الرغم من كل التحديات الراهنة أصر البابا على اللقاء مع شرائح المجتمع كافة وهذا ما حصل في الواقع، وحثّ جميع المكونات على السير قدما في الدرب التي تقود باتجاه السلام.

وكتب أن البابا برغوليو ترك للكنيسة المحلية وللأمة واجباً كبيراً ألا وهو العمل على تضميد الجراحات، والبحث عن مصالحة تامة وشاملة، والرد على الحقد بأعمال المحبة. ولم تخلُ رسالة الكاردينال بو من الإشارة إلى أهمية عيد الميلاد، متوقفا عند معاني هذا الحدث الهام، وذكّر بما قاله الملائكة الذين ظهروا للرعاة ليلة ميلاد المخلص، إذ أعلنوا السلام على بني البشر. وشدد في هذا السياق على ضرورة أن تعمل الأمة كلها على تضميد الجراحات المنظورة والخفية على حد سواء. وذكّر بوجود آلاف المسيحيين الكاشين الذين يحتفلون هذا العام بعيد الميلاد السابع كنازحين، بعيدين عن أرضهم.

وحذر من مغبة الخطابات المفعمة بالحقد والتي تجرّح بالأخوة والأخوات الذين يعانون أصلا من تبعات الحرب والتهجير والفقر، إذ أصبح ميانمار، هذا البلد الغني بالموارد الطبيعية، من أفقر بلدان العالم. وكتب رئيس أساقفة يانغون في ختام رسالته أن السلام الحقيقي يُبنى على أساس المحبة، مذكرا بأن هذه هي الرسالة التي حملها البابا فرنسيس إلى ميانمار، وأكد أنه ينبغي أن تصبح المحبة الرؤوفة الديانة المشتركة لهذه الأمة وهذا يتطلب من الأديان أن تتحد في سبيل السلام. وختم رسالته مذكرا بأن الميلاد هو زمن الرجاء وآملا أن يصبح ميانمار بلد الفرص والسلام والمحبة والشفاء.








All the contents on this site are copyrighted ©.