2018-01-13 14:28:00

مقابلة مع المسؤول عن قسم المهاجرين واللاجئين في الدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة


لمناسبة اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ الذي سيُحتفل به يوم غد الأحد أجرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقابلة مع الكاهن اليسوعي الكندي مايكل شيرني المسؤول عن قسم المهاجرين واللاجئين التابع للدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة الذي أوضح أنه كان لاجئا مع عائلته في أربعينيات القرن الماضي، فقد هرب من مسقط رأسه تشيكوسلوفاكيا ولجأ إلى القارة الأمريكية بحثا عن الحرية. بعدها تحدث عن الطابع المميز  لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط التي تشكل فسيفساء من الثقافات واللغات والحضارات ولفت إلى أن الهجرة البشرية ظاهرة طبيعية للغاية، لا بل إنها تشكل جزءا لا يتجزأ من جينات الإنسان. أكد شيرني أن الكنيسة مدعوة اليوم إلى التفكير بهذه الظاهرة مع النظر أيضا إلى المسببات الكامنة وراء موجات النزوح والتي تُرغم أعدادا كبيرة من الأشخاص على ترك أرضهم بحثا عن مستقبل آمن في مناطق أخرى، ومن بين هذه الأسباب أعمال العنف والاضطهادات، فضلا عن المخاطر الناجمة عن الظروف المناخية. وشدد أيضا على ضرورة أن تتحمل الدول والحكومات مسؤولياتها في هذا السياق.

هذا ثم ذكّر المسؤول الفاتيكاني بأن النسبة الأكبر من المهاجرين في عالمنا المعاصر هم مهاجرون شرعيون، مشيرا إلى أن هؤلاء الأشخاص لا يعرضون للخطر الرخاء الذي تنعم به الدول المضيفة والتي يمكن أن تقدم لهم إذن الإقامة وحتى الجنسية، بل على العكس إنهم يقدمون إسهاماً قيماً في المجتمعات المضيفة، فضلا عن مساعدة بلدانهم على النمو. وتحدث شيرني بعدها عن وجود قسم ضئيل من المهاجرين غير الشرعيين، وهم أشخاص يتركون أرضهم وبلدانهم ويختارون قنوات غير شرعية لبلوغ وجهتهم، ويمكن أن يتعرضوا لشتى أنواع المخاطر، ويذهبوا ضحية المتاجرين بالبشر ويقعون في شباك العبودية أحياناً كثيرة. وأكد في هذا السياق أن الكنيسة الكاثوليكية تسعى بلا كلل إلى التأكيد على أن جميع البشر يتمتعون بالكرامة والحقوق نفسها وتطالب بالتالي بأن تُحترم هذه الحقوق وتُعزز في الحياة اليومية وفي جميع الظروف.

وأوضح أيضا أن قسم المهاجرين واللاجئين التابع للدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة يقدّم التوجيهات والإرشادات إلى الكنائس في العالم كافة كي تتخذ الخطوات الصحيحة في هذا السياق تماشيا مع نداءات وتعاليم البابا فرنسيس الذي شدد في أكثر من مناسبة على ضرورة توفير الضيافة والحماية والاندماج لهؤلاء المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء والمهجرين والنازحين وضحايا الاتجار بالبشر. وذكر الكاهن اليسوعي الكندي بأن الهجرة ستصبح منظمة وآمنة ومنتظمة ومسؤولة عندما يتمتع الأشخاص بحرية البقاء في أرضهم إذا شاؤوا ذلك، أي لا يكونوا مرغمين على الهجرة والنزوح، واعتبر أن هذا الأمر يشكل تحديا كبيرا بالنسبة للجماعة الدولية اليوم. ومن هذا المنطلق ـ ختم يقول ـ يشدد الكرسي الرسولي على أهمية ضمان حق الجميع في البقاء في بلدانهم والعيش بكرامة وأمن وسلام، مشددا على أن تعزيز هذا الحق الإنساني يشكل جزءا لا يتجزّأ من إيمان الكنيسة الكاثوليكية وعقيدتها الاجتماعية، وهي تطالب بصون هذا الحق قبل السعي إلى السيطرة على موجات النزوح التي نشهدها اليوم، وهذا الأمر يتحقق من خلال معالجة المشاكل والأوضاع التي تدفع بهؤلاء الأشخاص إلى الهجرة.








All the contents on this site are copyrighted ©.