2018-01-18 12:19:00

مداخلتا القس تفيت والبابا تواضروس الثاني خلال مؤتمر دولي في القاهرة بشأن مدينة القدس


في سياق ردود الأفعال على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، نظمت جامعة الأزهر مؤتمراً دولياً بدأ أعماله يوم أمس الأربعاء من أجل التباحث في مستقبل المدينة المقدسة، بحضور إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تواضروس الثاني، فضلا عن السفير البابوي في مصر المطران برونو موزارو، ممثلا الكنيسة الكاثوليكية.

ومن بين المشاركين في المؤتمر ـ الذي يُعقد برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ـ القس أولاف تفيت، أمين عام المجلس العالمي للكنائس الذي شدد في مداخلة له على ضرورة أن يرتكز مستقبل المدينة المقدسة إلى حلول متقاسمة، إذ لا ينبغي أن يقرر مصيرَها دين واحد على حساب الأديان الأخرى، أو شعب واحد على حساب الشعب الآخر. وشدد المسؤول الكنسي على ضرورة أن تبقى القدس مدينة للديانات الثلاث ـ اليهودية والمسيحية والإسلام ـ وللشعبين الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء. وذكر تفيت بأن هذه المدينة تُعتبر مقدسة من قبل أتباع الديانات السماوية الثلاث، ومن هذا المنطلق لا بد أن يُحترم هذا الحب وهذا التعلق بالمدينة المقدسة، ويشكل هذا الاعتبار جزءا من أي حل يمكن التوصل إليه بشأن مصير القدس. وذكّر أمين عام المجلس المسكوني للكنائس بالدور الذي يمكن أن تلعبه الديانات من أجل حل الصراعات وقال إننا كمؤمنين بالله الكلي القدرة، مدعوون إلى البحث عن كيفية التعبير عن محبة الله في خضم هذا الصراع القائم بين الديانات التوحيدية الثلاث وبين الجماعات المعنية بالنزاع. واعتبر أن السلام لن يحل في القدس إن لم تُحترم كل الديانات ويتم إشراكها في الحل.

من جانبه توجه بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا تواضروس الثاني بالشكر إلى الإمام أحمد الطيب على دعوته لانعقاد هذا المؤتمر الدولي، وقال إن ما يوحدنا هو المدينة المقدسة، "زهرة المدائن" وأكد أن القدس ليست مجرد مدينة تحتوي على مواقع أثرية وحسب، لأنها تشكل أيضا رمزا للقاء مع الله. وأكد أنها أرض مقدسة، التقت فيها الأرض بالسماء وقد تحدث عنها الله مرارا وتكرارا أكثر من أي مكان آخر. وأضاف البابا تواضروس الثاني أنه إذا كانت مدينة أورشليم مقدسة بالنسبة لليهود، فهي مقدسة أيضا بالنسبة للمسيحيين والمسلمين، وقال في هذا السياق إن السلام خيار، ولا يوجد بديل للسلام، معتبرا أن السلام لن يكون واقعياً إذا ما استمر تهديد العنف ومعربا عن معارضته لقرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس.








All the contents on this site are copyrighted ©.