2018-01-23 11:43:00

رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس


مناسبة انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس من الثالث والعشرين وحتى السادس والعشرين من الجاري بعث البابا فرنسيس برسالة إلى الرئيس التنفيذي لهذا المنتدى البروفيسور كلاوس شواب. استهل البابا الرسالة معبرا عن امتنانه للدعوة التي وُجهت له للمشاركة في هذا اللقاء الدولي الهام الذي يُعقد سنويا في هذه المدينة السويسرية بمشاركة شخصيات مرموقة في عالم السياسة والأعمال والاقتصاد والعمل والثقافة، يناقشون التحديات المطروحة اليوم أمامنا ويتطرقون إلى الآمال والآفاق المتاحة. وتطرق البابا في الرسالة إلى موضوع المنتدى لهذا العام ألا وهو "خلق مستقبل متقاسم في عالم مجزّأ" وقال إن هذا الموضوع يكتسب أهمية في عالم اليوم، معربا عن ثقته بأن المشاركين سيتباحثون في سبل إرساء أسس مجتمعات أكثر عدلا وشمولا، قادرة على الدفاع عن كرامة الأشخاص والاستجابة إلى تطلعات الراغبين في بناء عالم أفضل. لم تخل رسالة البابا من الإشارة إلى الشرخ القائم اليوم بين الدول والمؤسسات، إزاء ظهور لاعبين جدد على الساحة، وتنامي المنافسة الاقتصادية والتجارية. كما أن التقنيات العصرية بدأت تحوّل النماذج الاقتصادية والعالم المعولم نفسه.

وأشار البابا فرنسيس إلى أن أوضاع انعدام الاستقرار المالي ولّدت مشاكل جديدة وتحديات كبيرة يتعين على الحكومات أن تواجهها، ومن بينها تنامي البطالة والفقر بمختلف أشكاله، واتساع الهوة والاجتماعية والاقتصادية، وبروز أشكال جديدة من العبودية، غالبا ما تستمد جذورها من أوضاع الصراعات والهجرة ومشاكل اجتماعية أخرى. وشدد البابا على ضرورة الدفاع عن كرامة الشخص البشري، وتوفير فرص تنمية بشرية متكاملة للجميع، وهذا يتحقق أيضا عن طريق تعزيز سياسات اقتصادية لصالح العائلة. ورأى البابا أنه من خلال الحزم المتقاسم من قبل جميع اللاعبين الاقتصاديين يمكن أن نغيّر مصير العالم، وشدد على ضرورة ألا يبقى العالم صامتا أمام معاناة ملايين الأشخاص المجروحين في كرامتهم، ومعالجة المسببات الكامنة وراء انتشار الفقر والظلم. وعبر فرنسيس عن أمله في الختام بأن يشكل المنتدى الاقتصادي فسحة لتبادل الأفكار بحرية تحركه الرغبة في خدمة الخير العام.








All the contents on this site are copyrighted ©.