2018-01-30 12:16:00

مقابلة مع أسقف فاساي بالهند في الذكرى السنوية السبعين لرحيل المهاتما غاندي


لمناسبة الذكرى السنوية السبعين لرحيل المهاتما غاندي الذي قُتل في نيو دلهي على يد رجل متطرف كان معادياً لسياسته بشأن الأقليات والصراع مع باكستان، أجرى موقع "فاتيكان نيوز" مقابلة مع أسقف فاساي بالهند المطران فيليكس ماشادو الذي سلط الضوء على أهمية هذه الشخصية الكبيرة بالنسبة للهند المعاصرة وقال إن المهاتما غاندي يُعتبر أبَ الأمة الهندية لأن ما فعله هذا الرجل بالنسبة للهند كان وضع الأسس التي بُنيت عليها حضارة ترتكز إلى المحبة والحوار والقيم الخلقية. وقال سيادته إنه وُلد لسبعين سنة خلت، بعد فترة وجيزة من اغتيال غاندي، ومع ذلك ما تزال تدفعه اليوم الشعلة نفسها التي أضاءها هذا الرجل بالنسبة للهند، ولفت إلى أن الدستور الهندي، بما في ذلك ركائز الديمقراطية نفسها، تتجذّر في كل ما قاله غاندي وفعله، كما أنه تمكن من أن يكون قدوة للآخرين.

تابع الأسقف الهندي قائلا إنه عندما يتحدث الناس عن السياسة الصرفة والأصيلة والهادفة إلى البناء يستلهمون من فكر غاندي. وأضاف أن الهند تتألف من أشخاص يؤمنون بالله على الرغم من وجود ديانات عديدة وتقاليد مختلفة، وقد كان غاندي رجلا متديناً، كان هندوسياً بالطبع لكنه في الوقت نفسه كان منفتحاً على باقي الديانات، وبالأخص على الديانة المسيحية. وكان يتلو الصلاة يومياً وكان يفعل ذلك مع أشخاص ينتمون إلى مذاهب مختلفة. وكان هذا الرجل يعتبر أن الله واحد وقد قدم يد المساعدة للديانات كافة. وحذّر المطران ماشادو في هذا السياق من الأخطار التي تترتب على انتشار العلمنة التي تضع الله جانباً، لأن علمنة من هذا النوع تكون زائفة، وأضاف أن هذا الأمر كان يدركه المهاتما غاندي الذي ما يزال اليوم مصدر وحي وإلهام لأبناء الأمة الهندية.

ولم يخل حديث أسقف أبرشية فاساي من الإشارة إلى أن غاندي كان يروّج لثقافة اللاعنف، وذكّر بأنه قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية قام بجولة في أوروبا حاول خلالها أن يُقنع القادة السياسيين آنذاك بعدم سلوك درب السلاح والعنف، لأنه كان يعتبر أن هذا الخيار سيقود العالم نحو الدمار. وأكد سيادته في الختام أن الصراعات ستستمر إن لم تسعى العائلة البشرية متحدةً للتصدي لها.








All the contents on this site are copyrighted ©.