2018-02-15 12:12:00

بارولين يترأس القداس في الفاتيكان لمناسبة زيارة حج للجيش الإيطالي إلى ضريح البابا يوحنا الـ23


ترأس أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين صباح اليوم الخميس الاحتفال بالقداس في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة زيارة حج قام بها زهاء سبعة آلاف جندي من الجيش الإيطالي إلى ضريح البابا القديس يوحنا الثالث والعشرين الذي هو شفيع القوات المسلحة الإيطالية. تخللت الاحتفال الديني عظة لنيافته قال في مستهلها إنه لا بد من رفع الصلوات إلى الله طالبين منه عطية السلام للكنيسة وإيطاليا والعالم برمته، خصوصا وأن البابا الراحل رونكالي كان حريصا جدا على مسألة السلام التي هي أيضا تحتل مرتبة هامة بالنسبة للجنود الإيطاليين. ولفت الكاردينال بارولين إلى أن بازيليك القديس بطرس كانت تُعتبر آخر بيت للبابا أنجيلو رونكالي ومن هذا المكان بالذات أطلق نداءات مدوية من أجل السلام، وبلغت النداءات مسامع شعوب العالم بأسره، وأعداد كبيرة من الرجال والنساء ذوي الإرادة الحسنة بغض النظر عن توجهاتهم وانتماءاتهم الدينية. وذكّر أمين سر دولة حاضرة الفاتكان بأن موضوع السلام كان حاضرا في العديد من الخطابات والمداخلات والعظات التي ألقاها البابا يوحنا الثالث والعشرين خلال حبريته، وهذه الرسالة عبّرت عنها أيضا تصرفاته وخيارته الرعوية، وقدرته المميزة على التواصل مع الأشخاص.

ولم تخلُ كلمة الكاردينال بارولين من الإشارة إلى الرسالة العامة الشهيرة لهذا البابا "السلام في الأرض" لافتا إلى أن هذه الوثيقة لم تفقد شيئا من طابعها الآني في عالمنا المعاصر. وأضاف نيافته أن هذا التوق إلى السلام الذي ميّز البابا رونكالي رافقه مذ أن كان يافعاً، إذ إنه مرتبط بفترة نشأته في قرية "سوتو إيل مونتيه" عندما استشعر أيضا بأهمية الدور الذي تلعبه الكنيسة في حياة الجماعة إذ لا بد أن تشكل فسحة يشعر فيها الجميع بأنهم مقبولون، ومكانا خصباً للتلاقي والحوار. وكان هذا البابا يُدرك أيضا ضرورة أن تكون الكنيسة حاضرة في الحياة اليومية للمدن والقرى، كما على صعيد الحياة العامة كي تقدم إسهامها في المجال الاجتماعي وتنشر بشارة الإنجيل. هذا ثم اعتبر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن نظرة البابا رونكالي هذه إلى الكنيسة تركت بصمتها على أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، وذكّر نيافته أيضا بأنه استنادا إلى العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية ليس السلامُ غياب الحرب وحسب وليس توازناً بين القوى المعادية، إذ ينبغي أن يرتكز إلى مفهوم صحيح للشخص البشري، ويتطلب العمل دوما على بناء العدالة والمحبة.

بعدها أكد الكاردينال بارولين أن الحياة البشرية هي ركيزة السلام مذكرا الجنود الإيطاليين الحاضرين في البازيليك الفاتيكانية أن الدفاع عن الحياة البشرية يشكل صلب وجوهر الواجب العسكري بشكل يتماشى مع العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية التي تشدد على ضرورة أن يتلاءم الحق في اللجوء إلى القوة من أجل الدفاع المشروع عن النفس مع واجب مساعدة وحماية الضحايا الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة. كما أن العسكريين مدعوون ليكونوا حاملين للقيم الأنتروبولوجية التي تدعم وتثبّت الكرامة البشرية. وذكر أيضا بأن واجب الدفاع عن الحياة البشرية هو ضرورة قصوى في واقع وطني يطالب بالأمن، لكن من الأهمية بمكان أن يتم التخلي عن كل شكل من أشكال انعدام التسامح والخوف والعنصرية وكره الأجانب.

وبعد أن أثنى على الدور الذي يلعبه الجيش الإيطالي من أجل توفير الحماية للاجئين، والتزامه في العديد من المهام الدولية، أعرب نيافته عن امتنانه وامتنان المواطنين للشهداء الذين سقطوا خلال تأدية واجبهم العسكري. وختم عظته قائلا إن البابا يوحنا الثالث والعشرين عرف كيف يوفّق بين حب الوطن وحب السلام ونجح في تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان وتمكن أيضا من إيصال صوت الأشخاص الضعفاء إلى أقوياء الأرض، وذكّر بارولين بكلمات البابا رونكالي عندما كان مرشدا عسكريا في نهاية الحرب العالمية الأولى إذ قال في إحدى عظاته: المهم ليس قوة المدافع بل قوة العدالة، والحق، والأخوة بين البشر ومعنى الشرف، وهنا يكمن الترقي الحقيقي للأفراد والأمم.








All the contents on this site are copyrighted ©.