2018-02-18 13:02:00

البابا فرنسيس: الصوم هو زمن توبة، ولكنّه ليس زمن حزن!


تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين احتشدوا في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها: يذكّرنا الإنجيل في هذا الأحد الأوّل من الصوم بمواضيع التجربة والإرتداد والبشرى السارة. يكتب مرقس الإنجيلي: "أَخَرجَ الرُّوحُ يسوعَ إِلى البَرِّيَّة، فأَقام فيها أربَعينَ يَومًا يُجَرِّبُهُ الشَّيطانُ".

تابع الأب الأقدس يقول ذهب يسوع إلى البريّة ليستعدَّ لرسالته في العالم؛ هو لا يحتاج للإرتداد، ولكن عليه كإنسان أن يمرَّ بهذه التجربة من أجل نفسه: ليطيع مشيئة الآب ومن أجلنا: ليعطينا نعمة التغلُّب على التجارب. ويقوم هذا الاستعداد على الجهاد ضدَّ روح الشر. وبالتالي فالصوم بالنسبة لنا هو أيضًا زمن "مبارزة" روحيّة إذ نُدعى لمواجهة الشرير بواسطة الصلاة لكي نصبح قادرين، بنعمة الله، على التغلُّب عليه في حياتنا اليوميّة. إن الشرَّ وللأسف يعمل في حياتنا ومن حولنا حيث يظهر العنف ورفض الآخر والإنغلاق والحروب والظلم.

أضاف الحبر الأعظم يقول بعد التجارب في البريّة، يبدأ يسوع البشارة بالإنجيل أي البشرى السارة التي تتطلّب من الإنسان ارتدادًا وإيمانًا؛ ويُعلن: "حانَ الوقت وَاقتَرَبَ مَلَكوتُ الله" ويدعو قائلاً: "َتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة" أي آمنوا بهذه البشرى السارة أنَّ ملكوت الله قد اقترب. نحن بحاجة دائمة للإرتداد في حياتنا والكنيسة تجعلنا نصلّي من أجل ذلك. في الواقع نحن لسنا موجَّهين بشكل كاف نحو الله وعلينا أن نوجِّه أذهاننا وقلوبنا باستمرار نحوه. وللقيام بذلك علينا أن نتحلّى بالشجاعة لنرفض كلَّ ما يحملنا خارجًا عن هذا الدرب والقيم المزيّفة التي تخدعنا. ومن ثمَّ علينا أن نثق بالرب وبصلاحه ومخطّط الحب خاصته لكلِّ فرد منا.

تابع البابا فرنسيس يقول الصوم هو زمن توبة نعم، ولكنّه ليس زمن حزن! إنّه التزام فَرِح وصادق لكي نتخلّى عن أنانيتنا وعن الإنسان القديم ونتجدّد بحسب نعمة معموديّتنا. وحده الله بإمكانه أن يعطينا السعادة الحقيقيّة: فلا فائدة من إضاعة وقتنا في البحث عنها في مكان آخر، في الغنى والملذات والسلطة... ملكوت الله هو تحقيق طموحاتنا لأنّه في الوقت عينه خلاص الإنسان ومجد الله. في هذا الأحد الأوّل من الصوم نحن مدعوون لنصغي بانتباه لنداء يسوع هذا بأن نتوب ونؤمن بالإنجيل. نحن مدعوون لنبدأ بالتزام المسيرة نحو الفصح لنقبل أكثر فأكثر نعمة الله الذي يريد أن يحوِّل العالم إلى ملكوت عدالة وسلام وأخوّة.

وختم الأب الأقدس كلمته بالقول لتساعدنا مريم الكليّة القداسة لنعيش زمن الصوم هذا بالأمانة لكلمة الله بالصلاة المتواصلة على مثال يسوع. ليس بالأمر المستحيل! يكفي أن نعيش أيامنا بالرغبة في قبول المحبة التي تأتي من الله والتي تريد أن تحوِّل حياتنا والعالم بأسره.

وبعد الصلاة حيا البابا فرنسيس المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقال: بعد شهر، من التاسع عشر وحتى الرابع والعشرين من آذار مارس سيأتي إلى روما حوالي ثلاثمائة شاب من جميع أنحاء العالم من أجل لقاء تحضيريٍّ لسينودس تشرين الأول أكتوبر. أرغب في أن يتمكّن جميع الشباب من أن يكونوا روادًا لهذا الاستعداد، ولذلك يمكنهم أن يقوموا بمداخلات عبر الإنترنت من خلال المجموعات اللغويّة التي سيديرها شباب آخرون. إن إسهام "مجموعات شبكة الإنترنت" سيُجمع مع إسهام لقاء روما. أيها الشباب الأعزاء، يمكنكم أن تجدوا المعلومات على الموقع الإلكتروني للأمانة العامة لسينودس الأساقفة. أشكركم على مساهمتكم لنسير معًا!

تابع الحبر الأعظم يقول في بداية زمن الصوم الذي – وكما قلت – هو مسيرة ارتداد وجهاد ضدَّ الشر، أريد أن أتوجّه بشكل خاص إلى المساجين: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء المسجونين، أُشجِّع كلَّ فرد منكم ليعيش زمن الصوم كمناسبة مصالحة وتجديد لحياته تحت نظر الرب الرحيم. وأسألكم جميعًا أن تصلّوا من أجلي ومن أجل معاونيَّ في الكوريا الرومانيّة لأننا سنبدأ هذا المساء أسبوع الرياضة الروحيّة.     








All the contents on this site are copyrighted ©.