2018-02-20 12:34:00

لقاء البابا مع عدد من الأطفال من رومانيا تساعدهم منظمة "رواد في التربية" غير الحكومية


نشرت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي صباح اليوم الثلاثاء نص الحوار الذي تم بين البابا فرنسيس وعدد من الأطفال والفتيان من رومانيا الذين يحظون بدعم ومساعدة منظمة غير حكومية تُدعى "رواد في التربية" مرتبطة بكاريزما الكاهن غابريليه غيساني، والمعروف في إيطاليا بـ"دون غيساني". خلال اللقاء الذي تم في الرابع من شهر كانون الثاني يناير الماضي، طرح الأطفال عددا من الأسئلة على البابا فرنسيس ومن بينهم فتى سأل البابا عن الأسباب التي حملت والدته على التخلي عنه في إحدى دور الأيتام، وأوضح البابا أن الذنب ليس ذنب البالغين إنما يكمن في هشاشتهم الكبيرة وليدة البؤس والظلم الاجتماعي، اللذين يسحقان الصغار والفقراء، هذا فضلا عن الكم الهائل من الفقر الروحي. وأكد البابا فرنسيس أن هذه العوامل كلها تؤثّر على قلب الإنسان ويمكن أن تحمل أماً على التخلي عن ابنها، مع أن الأمر يبدو مستحيلا بالنسبة لنا. وقال البابا لمحاوره إن أمه تحبه لكنها قد لا تعرف كيف تعبّر عن هذا الحبّ، مشددا على ضرورة أن يتسلح هذا الفتى بالرجاء.

هذا ثم تحدث البابا خلال حواره مع ضيوفه عن هشاشة البالغين وذلك في رد على سؤال بشأن الأسباب التي قد تحمل الوالدين على حبّ الابن السليم جسدياً، لا المريض والذي يعاني من المشاكل. وقال إن هؤلاء البالغين لم يساعَدوا، ولم يجدوا أي شخص يقف إلى جانبهم ويعلمهم كيف يتغلبون على هذه الهشاشة. كما سُئل البابا فرنسيس عن الأسباب الكامنة وراء المصير التعيس للعديد من الأطفال والفتيان، وقال إننا نستطيع أن ننظر إلى ما يجري من حولنا ونتألم ونبكي لكن الله وحده قادر على إعطاء الأجوبة على تساؤلات من هذا النوع. وأشار إلى أن تلاميذ يسوع سألوه عن الرجل الذي وُلد أعمى وقالوا له من أخطأ أهذا الرجل أو وأبويه. فأجابهم الرب مؤكدا أن هذا الرجل وُلد هكذا كي تظهر فيه أعمال الله. وأكد البابا فرنسيس في هذا السياق أن الله ينظر إلى أوضاع البؤس والتعاسة التي نعيشها ويريد أن يشفينا ويضمد جراحنا.

بعدها أكد البابا أن المؤمن يذهب إلى الكنيسة حيث يقف أمام محضر الله كما هو. وينبغي أن يقول للرب عندما يدخل إلى الكنيسة: يا رب إنك تحبني وأنا خاطئ. ارحمنا! ولفت البابا إلى أن يسوع يقول إن من يعترف بأنه خاطئ أمام الله ويطلب رحمته تُغفر له خطاياه ويعود إلى بيته مبرراً، وأشار فرنسيس إلى أن الله يعمل في قلبنا كي تحل محبته مكان أنانيتنا. هذا ثم أخبر أحد الحاضرين البابا عن صديق له وافته المنية العام الماضي، وسأله ما إذا كان اليوم في الفردوس، فأجابه فرنسيس قائلا إن الله يريدنا أن نذهب جميعا إلى الفردوس، وهو يبحث دوما عن الخروف الضال وعندما يجدنا يعانقنا حتى إذا كنا في حالة من الهشاشة وإذا كانت الخطايا قد دنستنا، وإذا ما تركنا الجميع وتخلت عنا الحياة. في الختام وجه البابا كلمة شكر إلى السيدة سيمونا كاروبيني القيمة على هذه المبادرة في رومانيا وقال إنه يصلي من أجل ضيوفه وسألهم أن يصلوا من أجله.








All the contents on this site are copyrighted ©.