2018-04-07 16:16:00

البابا فرنسيس يستقبل شباب أبرشية بريشا من شمال إيطاليا


استقبل البابا فرنسيس في الثانية عشرة من ظهر اليوم السبت في قاعة بولس السادس في الفاتيكان شباب أبرشية بريشا في شمال إيطاليا، وفي كلمته إليهم شكرهم أولا على ترحيبهم به موجها الشكر أيضا لأسقف الأبرشية الذي رافقهم في هذا الحج. ثم توقف الحبر الأعظم عند تساؤل لأحد الشبان، نقله الأسقف، إن كان الأساقفة يؤمنون بالفعل بأن الشباب يمكنهم مساعدة الكنيسة على التغيير، فقال إنه تساؤل يهمه بشكل كبير ويفكر فيه، مؤكدا اهتمامه بأن ينطلق الاستعداد والتحضير لسينودس الأساقفة القادم، الذي سيُعقد في تشرين الأول أكتوبر وموضوعه "الشباب، الإيمان وتمييز الدعوات"، من إصغاء حقيقي للشباب، وتابع قداسته مقدما شهادته بأن هذا ما يحدث بالفعل. وأراد من جهة أخرى إيضاح أن الإصغاء الحقيقي يعني بالنسبة له الاستعداد لتغيير شيء ما وللسير معا، وتقاسم الأحلام.

ثم قال البابا فرنسيس إن من حقه هو أيضا توجيه أسئلة، فسأل شباب الأبرشية إن كانوا هم في المقابل على استعداد للإصغاء إلى يسوع ولتغيير شيء ما في ذاتهم. وتابع طالبا من كل منهم أن يتأمل في هذا السؤال في قلبه، وأن يسأل نفسه "هل أنا مستعد لجعل أحلام يسوع أحلامي؟ أم أني أخشى أن تزعج أحلامه أحلامي؟". وانطلق قداسته من هنا للحديث عن حلم يسوع، فقال إنه ما تسميه الأناجيل ملكوت الله والذي يعني، حسب ما واصل الحبر الأعظم، المحبة مع الله وفي ما بيننا وتشكيل عائلة كبيرة من أخوة وأخوات، الله فيها هو الآب الذي يجب أبناءه جميعا ويفرح حين يعود أحدهم بعد أن يضل. ثم كرر البابا السؤال:  هل أنتم مستعدون لجعل هذا الحلم حلمكم؟ وجاءت إجابة الحضور الجماعية: نعم.

ثم ذكّر قداسة البابا شباب الأبرشية بكلمات يسوع "مَن أراد أن يتبعني فليزهد في نفسه"، وتابع البابا أن يسوع قد استخدم هنا عبارة قد تبدو غير محببة، أن يزهد في نفسه، لكن يجب فهم معنى هذه العبارة، فهي لا تعني إزدراء العطية التي وهبنا إياها الله نفسه، الحياة، والآمال والعلاقات، بل هي إشارة إلى أن هناك في كل منا "إنسانا قديما"، أنانيا لا يتبع منطق الله، منطق الحب، بل ينطلق من مصالحه الخاصة ربما تحت قناع جميل. وواصل الحبر الأعظم أن يسوع قد مات على الصليب كي يحررنا من عبودية هذا الإنسان القديم، والتي ليست عبودية خارجية بل داخلية، إنها خطيئة تجعلنا نموت في داخلنا، ويسوع وحده هو القادر على أن يخلصنا من هذا الشر لكنه يحتاج إلى تعاون منا. ودعا قداسته في هذا السياق الشباب إلى ترديد صلاة: "يا يسوع اغفر لي، امنحني قلبا مثل قلبك، متواضع وممتلئ بالمحبة"، وتابع: هكذا كان قلب يسوع، هكذا أحب يسوع، وهكذا عاش. ثم أكد قداسته أن الله يهب مَن يثق فيه خبرات مثيرة للمفاجأة، مثل اختبار فرح جديد بقراءة الإنجيل، الكتاب المقدس، والشعور بجمال وحقيقة كلمته. مفاجأة أخرى قد تكون الانجذاب إلى المشاركة في القداس، وهو أمر قد لا يكون واسع الانتشار حسب ما واصل قداسته، والرغبة في أن نكون مع الله، أن نبقى في صمت أمام الإفخارستيا. قد يجعلنا يسوع أيضا نشعر بوجوده في الأشخاص المتألمين، المرضى والمبعَدين، أو قد يهبنا شجاعة السير عكس التيار بدون تكبر أو غطرسة وبدون إدانة الآخرين. وتابع قداسته أن كل هذه عطايا تجعلنا نشعر بأننا نتجرد من ذاتنا ونزداد امتلاءا بيسوع.

ثم أعطى البابا فرنسيس للشباب مثلا على هذا التجرد القديس فرنسيس الأسيزي الذي كان شابا ممتلئا بالأحلام، أحلام العالم، إلى أن كلمه يسوع من على الصليب فتغيرت حياته وعانق حلم يسوع.

هذا وأراد قداسة البابا الحديث إلى شباب أبرشية بريشا عن أحد أبناء منطقتهم، جوفاني باتيستا مونتيني الذي أصبح البابا بولس السادس، وقال الأب الأقدس: لقد اعتدنا تذكره كحبر أعظم، ولكنه كان أولا شابا مثلكم. وكلّف الشباب هنا بما وصفه بواجب منزلي، ألا وهو اكتشاف مونتيني الشاب والتعرف على هذه الشخصية، كيف كان داخل العائلة وفي الدراسة وفي الرعية، وماذا كانت أحلامه.

ثم ختم البابا فرنسيس حديثه إلى شباب أبرشية بريشا من شمال إيطاليا، الذين استقبلهم ظهر اليوم، شاكرا إياهم على زيارتهم التي منحته فرحا كبيرا، ثم طلب لهم بركة الله ومرافقة العذراء مريم لهم في مسيرتهم، وسألهم ألا ينسوا أن يصلوا من أجله. ثم صلى الجميع معا صلاة "السلام عليكِ يا مريم" قبل أن يمنح قداسة البابا ضيوفه بركته الرسولية.      

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.