2018-04-26 11:28:00

مداخلة مراقب الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في نيويورك بشأن بناء السلام


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة يوم أمس الأربعاء أمام المشاركين في لقاء عُقد في القصر الزجاجي بنيويورك للتباحث في مسألة بناء السلام والحفاظ عليه. استهل الدبلوماسي الفاتيكاني مداخلته متوجها بالشكر إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة على هذه المبادرة التي تسلط الضوء على ضرورة تبني مقاربة منسّقة ومتكاملة من أجل بلوغ الأهداف الموضوعة. ولفت سيادته إلى أن أجندة التنمية للعام 2030 تؤكد أن التنمية المستدامة لا يمكن أن تتحقق في ظل غياب السلام والأمن، كما أن السلام والأمن هما عرضة للخطر في غياب التنمية المستدامة. وشدد رئيس الأساقفة أوزا في هذا السياق على ضرورة تبني مقاربة مشتركة بين الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة تشمل استراتيجية شاملة تعزز السلام وتأخذ في عين الاعتبار المسؤوليات الرئيسة الملقاة على عاتق البلدان المعنية. كما لا بد أن يتم العمل على معالجة الأسباب الكامنة وراء الصراعات المسلحة، نظرا إلى الترابط الوثيق القائم بين التنمية والأمن وحقوق الإنسان. ولفت الدبلوماسي الفاتيكاني أيضا إلى ضرورة تحمّل مسؤولية دولية مشتركة من أجل استئصال الفقر ووضع آليات كفيلة بمعالجة الكساد الاقتصادي، كما ينبغي التركيز على مسألة الحوكمة والديمقراطية وبناء مؤسسات الدولة كشرط أساسي لتعزيز السلام.

ولم تخلُ كلمة مراقب الكرسي الرسولي من الإشارة إلى أهمية نزع السلاح والعمل على إعادة دمج المقاتلين السابقين، مع إيلاء اهتمام خاص بالأطفال والفتيان. هذا فضلا عن تعزيز دور النساء في عمليات الوساطة وبناء السلام. وشدد سيادته أيضا على أهمية الدور الذي يلعبه في هذا السياق مجلس الأمن الدولي نظرا لمسؤوليته الخاصة في الحفاظ على الأمن والسلام، وللعلاقة الوطيدة القائمة بين حفظ السلام والأمن وبين الوقاية من الصراعات وبناء السلام. وتحدث سيادته أيضا عن أهمية الدبلوماسية الوقائية من أجل تنفيس التوترات التي قد تنشب بين الدول والحيلولة دون تحوّلها إلى صراعات مسلحة، هذا بالإضافة إلى إجراء مشاورات بين كل الأطراف المعنية بالنزاعات قبل إنشاء بعثات لحفظ السلام، من أجل الإعداد لها بشكل جيد وتنسيق نشاطها. بعدها اعتبر رئيس الأساقفة أوزا أن الآفاق الواسعة لأجندة التنمية للعام 2030 تشهد على التزام دولي مشترك من أجل عالم مسالم ومزدهر، وأكد أن الإجراءات الرامية إلى منع التصعيد ونشوب الصراعات واستمرارها تتطلب مقاربة منسقة ومتكاملة. وأشار في هذا السياق إلى وثيقة إعادة النظر في بنيات بعثات حفظ السلام والتي صدرت في العام 2015 لافتا إلى أنها تشكل مناسبة ملائمة لتعزيز التعاون والتنسيق. وختم مراقب الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة مداخلته مؤكدا أنه لا يوجد رابح ولا خاسر في معظم الصراعات المسلحة، مذكرا بكلمات البابا فرنسيس عندما قال: "في الحرب يخسر الجميع بما في ذلك المنتصرون"، لذا لا بد أن نكون جميعنا صانعي سلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.