2018-05-04 14:59:00

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في مؤتمر ينظمه مجمع معاهد الحياة المكرسة


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في قاعة بولس السادس بالفاتيكان المشاركين في مؤتمر دولي ينظّمه مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية وللمناسبة وجّه الأب الاقدس كلمة عفويّة رحّب بها بضيوفه توقّف فيها عند ثلاثة كلمات: الصلاة والفقر والصبر.

قال الأب الأقدس الصلاة هي العودة الدائمة إلى الدعوة الأولى. كلُّ صلاة هي عودة إلى ذلك الشخص الذي دعاني، وصلاة المكرّس هي عودة إلى الرب الذي دعاه ليكون قريبًا منه، إلى الرب الذي قال له: "أترك كلَّ شيء وتعال!". هذه هي الصلاة؛ والصلاة هي التي تجعلني أعمل للرب ولا لمصالحي الشخصيّة. هناك كلمة لا تُعجبني لأنّه يتمُّ استعمالها بشكل مفرط وهي الجذريّة، ولكن هذا ما هو الأمر عليه: أتركُ كل شيء من أجلك! إنها ابتسامة الخطوات الأولى... الصلاة في الحياة المكرّسة هي الهواء الذي يجعلنا نتنفّس تلك الدعوة والذي يجدّد تلك الدعوة، وبدونها لن نتمكّن أبدًا من أن نكون مكرّسين صالحين؛ إذ لا يمكننا أن نعيش حياتنا المكرّسة بدون أن نميِّز ما يحصل من حولنا وبدون أن نتكلّم مع الرب.

تابع الحبر الأعظم يقول الكلمة الثانية هي الفقر. كتب القديس اغناطيوس دي لويولا لنا نحن اليسوعيين في القوانين: "الفقر هو الأم وحصن الحياة المكرّسة". الفقر أم! إنّه لأمر مثير للاهتمام؛ فهو لا يقول العفّة والتي كما نعرف ترتبط أكثر بالأمومة والأبوّة لا بل يقول الفقر هو أم، لأنّه بدون الفقر تفقد الحياة المكرّسة خصوبتها. إنه أيضًا حصن يدافع عنك. يدافع عنك من روح العالم. وبالتالي بدون الفقر لن نتمكّن أبدًا من أن نميِّز ماذا يحصل حولنا في العالم. بدون روح الفقر لن نتمكن من أن نميِّز. "أترك كل شيء وأعطه للفقراء" قال يسوع لذلك الشاب الغني وهذا الشاب هو نحن، إنّه كلُّ فرد منا، والرب يطلب منك قائلاً: "هذا هو "ابنك اسحق" الذي يجب عليك أن تضحّي به" أي عليك أن تكون متجرِّدًا في نفسك وفقيرًا، وبواسطة روح الفقر هذا يدافع الرب عنا ضدّ العديد من المشاكل والأمور التي تحاول تدمير الحياة المكرّسة. هناك ثلاثة درجات لننتقل من التكرّس الرهباني إلى حياة العالم الرهبانيّة، الأولى هي المال أي غياب الفقر، الثانية هي الغرور الذي يأخذنا إلى أقصى درجة من التبجّح والثالثة الكبرياء. ومن هنا تأتي جميع الرذائل الأخرى؛ لكن الدرجة الأولى هي التعلُّق بالمال والغنى، وإن سهرنا على هذا الأمر فبالتأكيد لن تأتي الأمور الأخرى.

أضاف الأب الأقدس يقول أما الكلمة الثالثة فهي الصبر؛ قد يسألني أحدكم: "ولكن يا أبتي ما دخل الصبر هنا؟". إنَّ الصبر مهمٌّ جدًّا، وإن نظرنا إلى يسوع فسنرى أنّ الصبر هو ما جعله يصل إلى نهاية حياته. عندما وبعد العشاء خرج يسوع إلى بستان الزيتون يمكننا القول أنّ يسوع في تلك اللحظة بشكل خاص قد دخل في الصبر. الدخول في الصبر هو موقف كلِّ تكرّس، وهو يبدأ من أمور الحياة الجماعية الصغيرة اليوميّة التي يعيشها كل فرد منا في هذا التنوّع الذي يصنعه الروح القدس. وبالتالي علينا أن ندخل في الصبر تمامًا كما دخل يسوع ليحقق الفداء. إنّه نقطة أساسيّة ليس فقط لتحاشي المشاكل الداخليّة والتي هي سبب عثرة وإنما لكي يكون المرء مكرّسًا حقيقيًّا ويعرف كيف يميِّز.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول تنبّهوا لهذه الكلمات الثلاثة: الصلاة والفقر والصبر، وأعتقد أن الرب يحب الخيارات الجذريّة المتعلِّقة بها إن كانت فرديّة أو جماعيّة. اشكركم على صبركم في الإصغاء وأتمنى لكم الخصوبة! لا أحد يعرف ما هي الدروب التي تمر بها خصوبته ولكن إن كنت تصلّي وكنت فقيرًا وصبورًا فتأكّد أنّك ستكون خصبًا. كيف؟ سيريك الرب كيف وستكون أبًا وستكونين أمًّا. الخصوبة هذا ما أتمناه للحياة الرهبانيّة، أتمنى لكم جميعًا أن تكونوا أخصابًا!








All the contents on this site are copyrighted ©.