2018-05-04 12:16:00

محللون يرون أن الهجمات الإسرائيلية داخل سورية تشكل رسالة إسرائيلية – أمريكية لموسكو


يرى بعض المراقبين أن الهجمات التي تشنها إسرائيل داخل الأراضي السورية هي بمثابة "رسالة منسّقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل" وموجهة إلى موسكو مفادها أن الدولة العبرية لن تقبل بتواجد إيراني واسع النطاق داخل سورية. هذا ما ورد في مقال نشره موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإلكتروني في أعقاب آخر هجمات ضد أهداف في محافظتي حلب وحماة، وقيل إن الصواريخ التي أُطلقت تسببت بهزة أرضية بلغت شدتها درجتين فاصلة ست درجات من على مقياس ريختر، بحسب مركز الزلازل الأورو - متوسطي. وذكّر الموقع الإخباري الإسرائيلي بأن هذا الهجوم – الذي وقع لأيام قليلة خلت – تزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي المعيّن حديثا مايك بومبيو إلى إسرائيل، وهو المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. كما أن هذه التطورات جاءت في أعقاب اتصال هاتفي أجراه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبالتزامن أيضا مع زيارة رسمية لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى واشنطن واجتماعه بنظيره الأمريكي جايمس ماتيس. ويرى بعض المحللين أن قوة هذا الهجوم الأخير وحجم الخسائر البشرية والمادية التي تسبب بها يشيران إلى أنه يندرج في إطار حرب "غير معلنة" تدور بين إسرائيل وإيران على ساحة الأحداث السورية. وسائل الإعلام المقربة من النظام السوري وجماعة حزب الله اللبنانية لمّحت إلى تورط إسرائيل في الهجوم محملة إياها مسؤولية الغارات الجوية، لكن لم توجَّه أي اتهامات مباشرة بهذا الشأن إلى الدولة العبرية.

أما في طهران فقد نفت السلطات الإيرانية صحة الأنباء الحاكية عن سقوط ضحايا إيرانيين، خلافاً لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، المقرب من المعارضة السورية. ويعتبر المراقبون أن سورية وإيران وروسيا لا تريد في الوقت الراهن توجيه الاتهامات إلى إسرائيل لأن هذا الأمر قد يُلزم هذه الدول الحليفة بالرد على الهجمات والدخول في مواجهة مع إسرائيل. تجدر الإشارة هنا إلى أن الدولة العبرية أعلنت في أكثر من مناسبة أنها لن تقبل بأي تواجد إيراني واسع النطاق في أي بلد قريب من الحدود الإسرائيلية، في إشارة إلى كل من سورية ولبنان. وتحصل هذه التطورات قبل أقل من أسبوعين على الثاني عشر من أيار مايو، اليوم الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل الكشف عن قراره بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران والذي تم التوصل إليه بين طهران والغرب في العام 2015 ووقعته الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس السابق باراك حسين أوباما، قرار من شأنه أن يزيد من حدة التوترات في منطقة الشرق الأوسط.








All the contents on this site are copyrighted ©.