2018-05-10 11:19:00

رسالة البابا فرنسيس للمشاركين في منتدى حول أشكال العبوديّة الجديدة


بمناسبة انعقاد المنتدى الثاني حول العبوديات الجديدة والذي نظَّمته أبرشيّة بوينوس آيرس بالتعاون مع "Patriarch Athenagoras Orthodox Institute of Berkeley" في بوينوس آيرس من الخامس وحتى الثامن من أيار مايو الجاري تحت عنوان "مشاكل قديمة في العالم الجديد" وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو للمشاركين قال فيها إنّ العبوديّة ليست أمرًا قديمًا، بل هي ممارسة لها جذور عميقة وتظهر اليوم أيضًا في أشكال عديدة ومختلفة: الاتجار بالكائنات البشريّة، استغلال العمل من خلال الديون، استغلال الأطفال، الاستغلال الجنسي وغيرها، وكلُّ شكل هو أخطر من الآخر.

تابع البابا فرنسيس يقول إزاء هذا الواقع المأساوي، لا يمكن لأحد أن يتملّص ما لم يكن يريد أن يكون، بشكل ما، شريكًا في هذه الجريمة ضدّ البشريّة. وبالتالي يُفرض واجب أوّلي وهو أن توضع استراتيجيّة تسمح بمعرفة أكبر حول الموضوع، وتزيل حجاب اللامبالاة الذي يبدو وكأنه يخفي هذه الشرحة من البشريّة المتألِّمة. يبدو أنَّ العديد لا يرغبون في فهم امتداد هذه المشكلة؛ هناك بعض الذين، وإذ يشاركون بشكل مباشر في منظمات إجراميّة، لا يريدون أن يتمَّ التكلُّم عن هذا الموضوع، لأنهم وببساطة ينتفعون بنسب مرتفعة بفضل أشكال العبوديّة الجديدة. هناك أيضًا من، وبالرغم من معرفته للمشكلة، لا يريد أن يتكلّم لأنه يقف في نهاية "سلسلة الاستهلاك" كمستهلك لخدمات يقدّمها رجال ونساء وأطفال مستعبدين. لا يمكننا أن نقف غير مبالين: جميعنا مدعوون لنخرج من جميع أشكال الرياء ونواجه الواقع بأننا جزء من هذه المشكلة؛ إذ ليس مسموحًا أن نميل النظر إلى الجهة المعاكسة ونعلن جهلنا وبراءتنا.

أضاف الحبر الأعظم يقول أما واجبنا الثاني فهو العمل في سبيل الذين أصبحوا عبيدًا: أي أن ندافع عن حقوقهم ونمنع الفاسدين والمجرمين من الهرب من العدالة ومن أن تكون لهم الكلمة الأخيرة على الأشخاص المُستغلّين. لا يكفي بأن تتبنّى بعض الدول والمنظمات الدوليّة سياسة قاسية في معاقبة إستغلال الكائنات البشريّة إن لم تواجه أسباب هذه المشكلة وجذورها العميقة. عندما تتألّم البلدان بسبب الفقر المدقع والعنف والفساد لا يمكن للاقتصاد والإطار التشريعي والبنى التحتيّة أن تكون فعّالة إذ لا يمكنها أن تضمن الأمان ولا الخيور والحقوق الأساسيّة. بهذا الشكل يكون من السهل لمبتكري هذه الجرائم أن يتابعوا عملهم بدون أي عقاب.

تابع الأب الاقدس يقول إن الجريمة المنظّمة والإتجار غير الشرعي بالكائنات البشريّة يختاران ضحاياهما من بين الأشخاص الذين لا يملكون الأدوات الكافية للاستمرار ولا الرجاء بالمستقبل، أي بين الأشدَّ فقرًا والمهمّشين. وبالتالي فالجواب الأساسي يقوم في خلق فرص لنموٍّ بشريٍّ متكامل بدءًا من تربية ذات نوعيّة: هذه هي النقطة الأساسيّة، تربية ذات نوعيّة منذ الطفولة للاستمرار في خلق فرص جديدة للنمو من خلال العمل. إنَّ هذا العمل الكبير يتطلّب شجاعة وصبر ومواظبة ويحتاج لجهد مُشترك شامل من قبل مختلف رواد المجتمع. على الكنائس أيضًا أن تلتزم في هذه الرسالة، وبالتالي نحن مدعوون كمسيحيين لننمّي تعاونًا أكبر من أجل تخطي جميع أشكال عدم المساواة والتمييز. إن التزامًا مُشتركًا لمواجهة هذا التحدّي سيشكّل مساعدة قيّمة من أجل بناء مجتمع متجدّد وموجّه نحو الحريّة والعدالة والسلام. وختم قداسة البابا فرنسيس رسالته الفيديو بالقول أرغب في أن ينجح هذا المنتدى وأطلب من الرب أن يبارككم ويبارك العمل الذي تقومون به وأسألكم ألا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.  

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.