2018-05-24 11:36:00

جريدة "صدى برغامو" تجري مقابلة مع البابا فرنسيس لمناسبة حج ذخائر البابا رونكالي إلى برغامو


لمناسبة حج ذخائر البابا يوحنا الثالث والعشرين إلى منطقة برغامو الإيطالية أجرت صحيفة "صدى برغامو" مقابلة حصرية مع البابا فرنسيس الذي أوضح أنه يعلم جيدا مدى المحبة التي يكنها أهالي برغامو للبابا أنجيلو رونكالي، ويعرف أيضا كم كان يحب هذا البابا تلك الأرض التي أتى منها. ولفت إلى أن العديد من الأشخاص في إيطاليا وبلدان أخرى حول العالم يتذكرون اليوم صورة هذا البابا "الطيب" كما كان يُسمّى، ولهذا السبب أكد فرنسيس أنه سمح بأن تعود ذخائر هذا البابا ولو بشكل موقت إلى مسقط رأسه، إلى المنطقة التي ولد وترعرع فيها، وحيث عاش طفولته وسني المراهقة وحيث دخل الإكليريكية ليصبح كاهنا. واعتبر البابا برغوليو أن هذا الحدث يشكل مناسبة ملائمة لإطلاق مسيرة جديدة من الإيمان، وأشار أيضا إلى أنه التقى في السابق بالعديد من الرجال والنساء الشبان والمسنين الذين زاروا ضريح هذا البابا الراحل في روما وبالتحديد في بازليك القديس بطرس.

بعدها لفت البابا فرنسيس إلى أن المسيحية ليست مثالاً يُحتذى به، أو فلسفة ينضم إليها الإنسان، إنها لقاء مع الرب يسوع المسيح متذكرين أهمية أن نعامل الأشخاص المحيطين بنا كما أنهم صورة عن الرب. وذكّر أيضا بأن سيرة حياة أنجيلو رونكالي مليئة بالأعمال التي عبّر من خلالها عن قربه من الفقراء والمرضى وقد فعل ذلك أثناء الحرب العالمية الأولى عندما كان مرشداً عسكرياً ولاحقاً في بلغاريا، وتركيا واليونان وفرنسا قبل أن يعود إلى إيطاليا. كما أنه لم يميّز إطلاقاً بين الأرثوذكس والكاثوليك، وكان مستعدا للتضحية بحياته من أجل الدفاع عن اليهود الفارين ولم يتقاعس يوما عن الحوار مع الجميع. وأكد البابا فرنسيس أن هذا الرجل الذي أعلنته الكنيسة الكاثوليكية قديساً في السابع والعشرين من أبريل نيسان لأربع سنوات خلت، لم يعرف يوماً معنى كلمة عدو، وكان يبحث على الدوام عما يوحّد الأشخاص، مدركاً أن الكنيسة الكاثوليكية مدعوة إلى خدمة الإنسان، لا الكاثوليك وحسب.

وفي رد على سؤال بشأن رسالة بعث بها البابا رونكالي إلى صحيفة "صدى برغامو" لخمسين سنة خلت، في الذكرى الثمانين لتأسيسها، وتطرق فيها إلى الدور الواجب أن تلعبه الصحافة الكاثوليكية من أجل الدفاع عن الحقيقة وتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية، أشار البابا فرنسيس إلى رسالته لمناسبة اليوم العالمي للاتصالات الاجتماعية التي أكد فيها أن العامل في هذا الحقل يتحمّل مسؤولية الأنباء التي ينقلها. ولا بد أن يعمل الصحفيون على تعزيز التفاهم المتبادل والتلاقي من أجل إبعاد شبح المواجهات والحرب بين الأخوة.

ولم تخلُ كلمات فرنسيس من الإشارة إلى الدور الهام الذي لعبه البابا رونكالي من أجل إرساء أسس السلام في العالم وقال إنه عندما كان العالم على شفير أزمة نووية، مع بدايات المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، أطلق يوحنا الثالث والعشرون نداء مدوياً إلى أقوياء الأرض ورفع الصلاة نحو السماء، وقد لقيت نداءاته آذاناً صاغية. ومن هنا وُلدت فكرة الرسالة العامة الشهيرة "السلام في الأرض" التي أكدت أن السلام والتناغم بين البشر لن يتحققا إن لم يُبصر النور مجتمع أكثر عدلاً وتضامناً. بعدها أكد البابا برغوليو أن الكنيسة في طبيعتها إرسالية لهذا إنها مدعوة إلى الشهادة للإنجيل ونحن أيضا ينبغي علينا أن نخرج من أوضاع الراحة التي نعيشها من أجل التلاقي مع الغير لاسيما مع المقيمين في الضواحي ومن يعانون نتيجة الجهل والخطية كي يتمكن هؤلاء من سماع البشرى السارة. في ختام المقابلة سئل البابا عن مشكلة مساواة الإسلام السياسي بالإرهاب، وأجاب قائلا إن الجميع مدعو اليوم لتعزيز ثقافة التلاقي، وتوفير تربية حقة للأجيال الفتية والترويج لتصرفات مسؤولة تحترم الخليقة، وقد ترك لنا البابا أنجيلو رونكالي إرثا كبيراً في هذا المجال.








All the contents on this site are copyrighted ©.