2018-05-29 11:45:00

رئيس مجلس أساقفة إيرلندا يقول إن الحق في الحياة لا يمنحه الدستور


على أثر الاستفتاء الشعبي الذي جرى في إيرلندا آخر الأسبوع الفائت والذي سيشرع الباب أمام تشريع الإجهاض في هذا البلد الأوروبي، أكد رئيس مجلس الأساقفة المحلي ورئيس أساقفة أرماغ المطران إيمون مارتن أن كل حياة بشرية جميلة، وكل حياة بشرية مقدسة، وكل حياة بشرية ثمينة. وهذا المبدأ – تابع يقول – يبقى قائماً حتى بعد الإعلان عن نتائج الاستفتاء لأن الحق في الحياة لا يمنحه لنا الدستور ولا أي قانون. فكل الكائنات البشرية تتمتع بالحق في الحياة أكانت فقيرة أم غنية، سليمة أم مريضة. واعتبر سيادته أن نتيجة الاستفتاء تدل على أننا نعيش مرحلة جديدة وأن الثقافة في إيرلندا تغيّرت. ومن هذا المنطلق شدد المطران مارتن على أهمية أن تقدّم الكنيسة الكاثوليكية رسالتها في عالم اليوم وتعمل على الكرازة الجديدة بالإنجيل. رئيس أساقفة أرماغ الذي ناضل ضد هذا الاستفتاء، مع باقي الأساقفة الإيرلنديين، عبّر عن حزنه الشديد وقلقه البالغ حيال النتائج التي ستترتب على هذا الاستفتاء الشعبي، لأنه سينال من مبدأ أساسي ألا وهو الدفاع عن قيمة الحياة البشرية والكرامة التي ينبغي أن يتمتع بها كل كائن بشري. من جانبه اعتبر أسقف أبرشية ليمريك المطران برندان ليهي أن ثمة أشخاصا ينظرون إلى الكنيسة وكأنها باتت اليوم جزءا من الماضي، لكنه شدد على ضرورة النظر إلى الحاضر بأعين مختلفة، لندرك أن الله يدعونا اليوم إلى الدخول في حقبة جديدة، ويطلب منا النظر في اتجاه جديد.

في هذا السياق أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع أسقف أبرشية إلفين المطران كيفين دوران الذي لم يخف خيبة أمله تجاه الاستفتاء الأخير وتوجه بالشكر إلى جميع الأشخاص الذين ساروا عكس التيار من أجل الدفاع عن الحياة البشرية، على الرغم من عدم تمتّعهم بأي تأييد سياسي. وأكد سيادته أن جميع الأساقفة والكهنة في إيرلندا تلقوا النتائج بحزن كبير. هذا ثم تطرق المطران دوران إلى بعض الأسباب التي أدت إلى تصويت النسبة الأكبر من الناخبين الإيرلنديين لصالح هذا الاستفتاء الذي سيؤدي إلى تبني قانون يشرع الإجهاض قبل نهاية العام الجاري، وقال إنه خلال السنوات الخمس والثلاثين الماضية توجهت أكثر من خمسين ألف امرأة إيرلندية إلى إنجلترا من أجل ممارسة الإجهاض، وهذا الأمر يعني أن عددا كبيراً من العائلات الإيرلندية اختبر ذلك، وعلت أصوات تطالب بتشريع ممارسة الإجهاض في إيرلندا، وتساءل الأشخاص قائلين: إذا كانت هذه الممارسة شرعية في إنجلترا لماذا لا تُشرع في إيرلندا أيضا؟ تجدر الإشارة هنا إلى أن رئيس الأكاديمية البابوية من أجل الحياة المطران فنشنسو باليا تطرق بالأمس إلى هذا الموضوع معتبرا أن هذا التطور الذي شهدته إيرلندا، يدفعنا إلى تكثيف الجهود من أجل الدفاع عن الحياة البشرية وتعزيزها ومرافقتها في جميع المراحل بغية الحيلولة دون وقوع مآسٍ، عندما تُقتل حياة بشرية، بما فيه ذلك حياة الأجنة، وأشار سيادته إلى وجود ميل نحو الفردانية يؤدي في نهاية المطاف إلى نسيان أو تناسي حقوق الآخرين، بما في ذلك حق من لم يولدوا بعد.  








All the contents on this site are copyrighted ©.