2018-06-13 14:21:00

مداخلتان لرئيس الأساقفة يوركوفيتش في مؤتمر لمجلس حقوق الإنسان حول مساعدة العائلات لأفرادها المسنين


شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش، في مؤتمر عُقد الاثنين 11 حزيران يونيو الجاري نظمه مجلس حقوق الإنسان حول دور العائلة في مساعدة وحماية وتعزيز الحقوق الإنسانية للأشخاص المسنين. وكانت لرئيس الأساقفة مداخلتان، الأولى حول دور العائلة في توفير العناية والدعم للمسنين على المدى الطويل. وبدأ حديثه مؤكدا أن تعزيز وحماية تمتع الأشخاص المسنين بالحقوق الإنسانية وكرامتهم يتطلب تجاوز ما يصفها البابا فرنسيس بثقافة الإقصاء، وتابع أن مجتمعا سليما ومتوازنا عليه بالأحرى ضمان بيئة مساعِدة للأشخاص المسنين. شدد بالتالي على أهمية دور العائلة، وإلى جانب ما على الدولة توفيره من خدمات، وذلك لأنه من خلال العائلة يتم تعلُّم التضامن وتَلَقيه. وأكد رئيس الأساقفة ضرورة توفير الدعم الطبي والمالي، الاجتماعي والنفسي للعائلات، ودعا الحكومات إلى دعم العائلات التي تعتني بأفرادها المسنين من خلال تحفيز اقتصادي وتبَني سياسات في مجال الضرائب والعمل تأخذ بعين الاعتبار الفوائد التي تعود على المجتمع بكامله بفضل المساعدات التي يتلقاها المسنون من عائلاتهم.

أما في مداخلته الثانية خلال مناقشة توفير حماية أكبر للعائلات وللحقوق الإنسانية للمسنين، فذكّر مراقب الكرسي الرسولي الدائم بإشارة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى أهمية ما يمكن للمسنين أن يقدموا لعائلاتهم وأن يحصلوا عليه منها بالنسبة لحياة مجتمع مزدهر يهتم بحقوق الإنسان، وأيضا بنص الإعلان على ضرورة تمتع العائلة بحماية المجتمع والدولة، وذلك لكونها الخلية الطبيعية والأساسية للمجتمع. وتابع رئيس الأساقفة متحدثا عن التهديدات المتواصلة في الفترة الأخيرة، بل وحتى إنكار الأسس الأنثروبولوجية للعائلة، أي كونها قائمة على أساس الالتزام الحر والكامل بين رجل وامرأة، وآلياتها ما بين الأجيال، وهدفها المتمثل في ولادة وتنمية ورعاية الحياة. وتحدث في هذا السياق عن الإيديولوجيات الجديدة التي تنشر مفهوما للعائلة يفترض أنها لا تقوم على البصيرة والمحبة البشريتين، بل على الاحتياجات النفسية، وكأنها وحسب ما كتب البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" مجرد شكل من الإشباع العاطفي يمكن أن تركَّب بأي طريقة، وأن تتبدل وفقا لإحساس كل شخص (راجع "فرح الإنجيل" 66). وتابع مراقب الكرسي الرسولي مؤكدا أن المجتمع الذي يقوم على الاحتياجات فقط يتحول إلى مجتمع فرداني، أي بيئة غير مرحِّبة وغير حامية للحياة، وخاصة حين تكون ضعيفة وفي حاجة إلى المساعدة مثل ما يحدث في السن المتقدمة.

ثم ختم رئيس الأساقفة يوركوفيتش مذكرا بأن الكرسي الرسولي يعتبر العائلة جماعة من أشخاص هي الخلية الأساسية للمجتمع، يعاش فيها مبدأ التضامن بشكل يومي ولهذا يجب حمايتها، وهي المدرسة الأولى لتعلُّم أن نصبح كائنات بشرية، كما أنها، ومثل ما ذكر البابا الطوباوي بولس السادس، مركز وقلب حضارة المحبة.  








All the contents on this site are copyrighted ©.