2018-06-14 14:15:00

مداخلة رئيس الأساقفة أوزا في الجلسة العامة الـ 38 للدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للأمم المتحدة


في كلمته خلال المشاركة في 13 حزيران يونيو الجاري في الجلسة العامة الـ 38 للدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للأمم المتحدة، وموضوعها الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعرب مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا عن التقدير للدول الأعضاء على التزامها بحماية السكان الفلسطينيين المدنيين، ومن أجل تجنب المزيد من العنف، وتشجيع الحوار والمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في مسيرة السلام.

أراد المراقب الدائم بعد ذلك التذكير بالقلق والحزن الذي أعرب عنه البابا فرنسيس في ختام مقابلته العام في ساحة القديس بطرس في 16 أيار مايو المنصرم، حين قال: "أعبّر عن قلقي الشديد وحزني إزاء تصاعد التوتّرات في الأراضي المقدّسة وفي الشرق الأوسط، وبسبب ‏دوّامة العنف التي تتّجه بشكل متزايد بعيداً عن طريق السلام والحوار والمفاوضات،‎ كما وأعبّر عن حزني الكبير من أجل الموتى والجرحى". وتابع رئيس الأساقفة مشيرا إلى أن الخبرة ثد أثبتت لنا أن الحرب تقود إلى الحرب والعنف يقود إلى العنف، وهو ما كرره الأب الأقدس في المقابلة العامة المذكورة. السلام في المقابل هو متطلب حيوي لتمتع الجميع بالكامل بالحقوق الإنسانية حسب ما يؤكد مجلس حوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وواصل المراقب الدائم أن كل كائن بشري له حق التمتع بالسلام، وأن يشيَّد هذا السلام في أسرع وقت ممكن.

ومن الوثائق الدولية الأخرى التي أراد رئيس الأساقفة التذكير بما تنص عليه، اتفاقية جنيف الرابعة والخاصة بحماية المدنيين خلال الحرب، فقال إن هذه الاتفاقية تضع حماية المدنيين في قلب القانون الإنساني الدولي. وواصل إن الإضافات التي أُدخلت عام 1977 على اتفاقية جنيف قد حسنت الحماية القانوني للمدنيين والجرحى، كما أنها تشكل إلزاما إنسانيا لتفادي استهداف المدنيين والبنى التحتية المدنية، وأيضا تسييس وعسكرة المساعدات الإنسانية.

ومن هذا المنطلق، تابع المراقب الدائم، يكرر الكرسي الرسولي وحسب ما جاء في الدعاء من أجل السلام للأب الأقدس في حدائق الفاتيكان في 8 حويران يونيو 2014 بحضور الرئيسين الفلسطيني والإسرائيلي محمود عباس وشيمون بيريز، الدعوة إلى "الشجاعة لنقول نعم للّقاء ولا للصدام؛ نعم للحوار ولا للعنف؛ نعم للتفاوض ولا للعداوة؛ نعم لاحترام المعاهدات ولا للاستفزازات؛ نعم للصدق ولا للازدواجية. هذا كله يتطلب شجاعة ومواظبة كبيرة". كما يجدد الكرسي الرسولي الرجاء في أن تسود الحكمة والحذر وذلك لتفادي إضافة عوامل توتر جديدة إلى المشهد العالمي المطبوع بنزاعات شرسة.

هذا وكانت القدس محور الجزء الأخير من مداخلة المراقب الدائم، حيث أكد المعنى الديني الهام لهذه المدينة لا فقط لسكان الأرض المقدسة، بل لمؤمنين ديانات التوحيد الابراهيمية الثلاث في جميع أنحاء العالم. وكرر في هذا السياق حديث الكرسي الرسولي عن وجوب احترام كافة الدول للوضع القائم للمدينة المقدسة، والـتأكيد على أنه يمكن فقط لوضع قانوني يتمتع بضمانات دولية أن يحافظ على الطابع الخاص للمدينة، وأن يكون ضامنا للحوار والمصالحة والسلام في المنطقة.








All the contents on this site are copyrighted ©.