2018-06-14 14:13:00

البابا يستقبل المشاركين في المدرسة الصيفية للفيزياء الفلكية التي ينظمها المرصد الفلكي الفاتيكاني


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في قاعة كلمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان الأساتذة والطلاب المشاركين في المدرسة الصيفية للفيزياء الفلكية التي ينظمها سنوياً المرصد الفلكي الفاتيكاني وتجري الدورة هذا العام من الرابع وحتى التاسع والعشرين من حزيران يونيو الجاري. وجه البابا كلمة لضيوفه الستين استهلها مرحباً بهم ومعرباً عن سروره للقائهم في الفاتيكان، وخصّ بالذكر الأساتذة والطلاب القادمين من بلدان مختلفة والذين يمثلون ثقافات متنوعة، وهم من ذوي الاختصاصات المتعددة. واعتبر البابا أن هذه المدرسة الصيفية تذكّرنا بأن التنوّع يمكن أن يوحد الأشخاص في سبيل البلوغ إلى هدف دراسي مشترك.  بعدها أكد البابا أن موضوع الدراسة هذا العام يتمحور حول النجوم المتبدلة في ضوء النجوم الجديدة والدراسات الفلكية الكبيرة. وشدد فرنسيس على أن هذه الدراسات جاءت بفضل جهود التعاون التي قامت بها بلدان عدة فضلا عن العمل المشترك من قبل عدد كبير من العلماء والخبراء، لافتا إلى أنه من خلال العمل معا كفريق موحد باستطاعتنا أن نعطي معنى لكل هذه المعلومات.

هذا ثم أشار البابا فرنسيس إلى أنه عندما تنمو معرفتنا لهذا الكون الشاسع تنمو أيضا ضرورة إدارة السيل الكبير من المعلومات المتأتية من مصادر متعددة. وأكد أنه في ضوء هذه المعطيات يشعر الإنسان بصغر حجمه وسط هذا الكون، وقد نميل إلى التفكير بأن الإنسان لا أهمية له، وهذا الشعور ليس جديدا على الإطلاق إذ إن صاحب المزامير كتب لأكثر من ثلاثة آلاف سنة "إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا، فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟ وَتَنْقُصَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ". مضى البابا إلى القول إن العلماء والمؤمنين مدعوون إلى الإقرار بوجود أمور كثيرة لا يعرفونها، لكن في الوقت نفسه عليهم ألا يقبلوا المكوث في حالة من رفض المعرفة. وذكّر بأن العالِم مدعو دائما إلى البحث عن الحقائق والمعارف، هذا فضلا عن وجود نظرة أخرى لدى الإنسان الذي يعترف بالمسبب الأول للخليقة، إنها نظرة الإيمان الذي يقبل الوحي. وهذه المعرفة تؤدي إلى الفهم والفهم يقود إلى الانفتاح على الحكمة. هذا ثم أكد البابا أن الناس وبفضل النشاط العلمي يُدركون بصورة أفضل حقائق الكون والخالق الذي جعلنا كائنات مفكّرة وعاقلة في هذا الوجود.

ولم تخل كلمات البابا من الإشارة إلى الشعور بالفضول الذي يميّز الإنسان ويقوده نحو البحث عن مزيد من المعرفة، ليتقاسمها مع الآخرين. كما أن الإنسان يحب ما يفعل ويكتشف في حبه للكون تذوقاً للحب الإلهي الذي خلق الكون وقال إنه حسن. في ختام كلمته ذكّر البابا الحاضرين بما كتبه الأديب الإيطالي الشهير دانته إليغييري في كتاب الفردوس: إن الحب هو من يحرّك الشمس والنجوم. وعبّر فرنسيس عن أمله، في هذا السياق، بأن يحرك الحبُ النشاط الذي يقوم به ضيوفه: هذا الحب تجاه الحقيقة والكون والحب الذي يكنه كل واحد تجاه الآخر والذي يدفعنا إلى العمل معا والتعاون المتبادل في إطار التنوع.








All the contents on this site are copyrighted ©.