2018-06-14 11:19:00

قداسة البابا يوجه رسالة إلى المشاركين في اللقاء بين الكرسي الرسولي والمكسيك حول الهجرة الدولية


وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين في اللقاء الثاني بين الكرسي الرسولي والمكسيك حول الهجرة الدولية، والذي تستضيفه اليوم الأكاديمية الحبرية للعلوم في مبادرة مشتركة لأمانة العلاقات مع الدول في أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان وسفارة المكسيك لدى الكرسي الرسولي، بالتعاون مع الأكاديمية الحبرية للعلوم وقسم المهاجرين واللاجئين في الدائرة المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة. وجه الحبر الأعظم التحية إلى المشاركين جميعا وذكَّر بأن هذا اللقاء يتزامن مع الذكرى الـ 25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة المكسيكية والكرسي الرسولي، ما يجعله فرصة لتعزيز وتجديد روابط التعاون والتفاهم من أجل مواصلة العمل معا لصالح المعوزين والمستبعَدين في المجتمع.

تحدث قداسة البابا بعد ذلك عن مسيرتَي المجتمع الدولي الحاليتين للتوصل إلى اتفاقين عالميين، الأول حول اللاجئين والثاني حول هجرة آمنة ومنظمة وشرعية، وشجع المشاركين في اللقاء بالتالي في واجبهم وجهودهم كي تجد الإدارة العالمية والمتقاسَمة للهجرة الدولية نقطة قوتها في قيم العدالة والتضامن والشفقة. ويستدعي هذا حسب ما واصل قداسته تغيير العقلية، أي الانتقال من اعتبار الآخر تهديدا لراحتنا إلى تقديره كشخص يمكنه بفضل خبرته الحياتية وقيمه أن يعطي الكثير ويساهم في غنى مجتمعنا. التصرف الأساسي هو بالتالي "لقاء الآخر، واستضافته، ومعرفته والاعتراف به" (عظة الحبر الأعظم خلال القداس الإلهي بمناسبة اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ، الأحد 14كانون ثاني يناير 2018).

وعن مواجهة ظاهرة الهجرة الحالية قال قداسة البابا إن هناك حاجة ضرورية إلى مساعدة المجتمع الدولي بكامله، وذلك لان الهجرة تتجاوز إمكانيات وأدوات الكثير من الدول. وشدد على أهمية هذا التعاون الدولي خلال مراحل الهجرة كافة، بدءً من بلد الأصل وصولا إلى البلد الذي يتم التوجه إليه، وأيضا فيما يتعلق بتسهيل العودة والمرور. وفي كل هذه المراحل، واصل البابا فرنسيس، المهاجر هو في حالة ضعف، يشعر بنفسه وحيدا ومنعزلا، وهناك أهمية كبيرة للوعي بهذا الأمر إن أردنا تقديم رد ملموس أهل بهذا التحدي الإنساني، أكد قداسته.

أراد البابا فرنسيس بعد ذلك التأكيد على أنه ولدى الحديث عن الهجرة، فأننا لا نتحدث عن أرقام بل عن أشخاص، لهم تاريخهم وثقافتهم ومشاعرهم وتطلعاتهم، وهؤلاء الأشخاص الذين هم أخوتنا وأخواتنا يحتاجون إلى حماية متواصلة بغض النظر عن أوضاعهم القانونية كمهاجرين، ويجب حماية حقوقهم الأساسية وكرامتهم والدفاع عنهم. وواصل قداسته مشيرا إلى ضرورة الانتباه الخاص للأطفال المهاجرين وعائلاتهم، لضحايا شبكات الاتجار بالبشر والنازحين بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية والاضطهاد. وأضاف الحبر الأعظم أن هؤلاء جميعا يرجون أن تكون لدينا الشجاعة لهدم جدار ذلك التواطؤ المريح والصامت والذي يزيد من كونهم بمفردهم، وأن نعيرهم انتباهنا وشفقتنا واهتمامنا.

وختم قداسة البابا فرنسيس رسالته إلى المشاركين في اللقاء بين الكرسي الرسولي والمكسيك حول الهجرة الدولية شاكرا الله على ما يقدمون من خدمات، وحاثا إياهم على مواصلة الجهود للاستجابة إلى صرخة أخوتنا الذي يطلبون منا أن نعترف بهم كأخوة، وأن نمنحهم فرصة العيش في كرامة وسلام، مساهمين هكذا في تنمية الشعوب. ثم منح قداسته الجميع البركة الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.