2018-06-15 15:22:00

انطلاق أعمال لقاء الأساقفة الكاثوليك الشرقيين في أوروبا


بدأ أمس 14 حزيران يونيو في لونغرو في إقليم كالابريا الإيطالي الجنوبي اللقاء الحادي والعشرون للأساقفة الكاثوليك الشرقيين في أوروبا والذي يستمر حتى 16 من الشهر. وشهد افتتاح اللقاء مداخلات لكل من الكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية، والكاردينال أنجيلو بانياسكو رئيس اتحاد مجالس أساقفة أوروبا الذي يرعى اللقاء، ثم المطران دوناتو أوليفييرو أسقف إيبارشية لونغرو الكاثوليكية للإيطاليين الألبان.

وفي حديثه إلى المشاركين أشار عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ساندري إلى اقتراب موعد زيارة الأب الأقدس إلى باري الإيطالية، في 7 تموز يوليو القادم، ولقاء قداسته بطاركة الشرق الأوسط الكاثوليك والأرثوذكس، وذلك للصلاة والتأمل في الوضع المأساوي في هذه المنطقة التي يحبها الله وزارها في تجسد إلهنا المخلص، والتي ومع الأسف تشهد منذ فترة طويلة خرابا من قِبل البشر الذين نسوا تقريبا كرامتهم وكرامة الآخرين، أو جعلوها سلعة تبادلية من أجل مصالح جبانة لقوى إقليمية أو عالمية، جاعلين تجارة السلاح والغاز والنفط أسمى من حياة الشعوب. ودعا الكاردينال في هذا السياق الجميع إلى الصلاة في كنائسهم من أجل أن يقود الروح القدس هذا الحدث الكنسي ويحعله يجد مكانا في قلوب البشر.

تحدث عميد مجمع الكنائس الشرقية بعد ذلك عن الوعي بالجذور العميقة لهوية الكنائس الشرقية الكاثوليكية، وأشار إلى تاريخ مسيرة الكنيسة نحو مرحلة ناضجة حسب ما ذكر، متوقفا عند أهمية المجمع الفاتيكاني الثاني في فهم الكنيسة كواقع متحد ومتعدد، وتثمين الإرث الذي تقدمه التقاليد المختلفة لكونها كنيسة جامعة، وأيضا الاعتراف بخدمة الشركة والوحدة التي يقوم بها خليفة القديس بطرس أسقف روما.

وفي إطار تحيته لإيبارشية لونغرو الكاثوليكية للإيطاليين الألبان التي تستضيف اللقاء، ذكّر الكاردينال ساندري بأن العنف كان ما دفع المؤمنين الألبان إلى التوجه إلى جنوب إيطاليا محافظين على تقليدهم البيزنطي، وتابع أن اليوم أيضا يدفع العنف في الشرق الأوسط، وأيضا في أوروبا الشرقية في إشارة إلى أوكرانيا، المؤمنين إلى النزوح والهجرة باحثين عن مقصد آمن في أوروبا وفي دول أخرى. وتحدث في هذا السياق عن عمل الكنيسة خلال القرون الماضية لا فقط من أجل استقبال الأشخاص والجماعات، بل وقد تعلمت أيضا الحفاظ على وتثمين ما يحملون من إرث روحي، لاهوتي وليتورجي. وأكد بالتالي أن آلام الكثير من مؤمنينا تُلزمنا ككنيسة لاتينية وكنائس شرقية بالتفكير في أشكال أفضل وواقعية لضمان استقبال تضامني وملموس، محفِّزين كملح الأرض وكخميرة مجتمعاتنا المعلمَنة والفردانية غالبا، وأيضا بمواصلة حوار يسعى إلى تحديد الطرق الممكنة من أجل بلوغ حلول للظواهر التي تدفع الأشخاص إلى الهجرة.

أما الكاردينال أنجيلو بانياسكو رئيس اتحاد مجالس أساقفة أوروبا الذي يرعى اللقاء فأكد في مداخلته أنه في هذه المرحلة، التي تبدو فيها أوروبا في حالة ضياع فيما يتعلق بمعنى الحياة، على الأساقفة الكاثوليك في المقام الأول النمو في الإيمان الشغوف بالمسيح، في الحقيقة الملهَمة، والاهتمام بالشعوب التي أوكلت إليهم. ويستدعي هذا حسب ما واصل تأكيد محبة أوروبا، معانقتها بمحبة مفعمة بالرجاء ومترسخة في تاريخ دول القارة، مع نظرة متكاملة إلى الإنسان والعائلة والمجتمع، محبة هي في الوقت ذاته حقيقية ومتحمسة لأن الإيمان ينيرها.

وعن أوروبا اليوم قال الكاردينال بانياسكو إنها ورغم العلمنة تشهد علامات استيقاظ جديد للحاجة إلى الله، علامات حاجة إلى اقتراحات حياتية جديدة لا تتطلع فقط إلى الخيور المادية والنتائج الفورية والنجاح. هذا وأكد رئيس اتحاد مجالس أساقفة أوروبا من جهة أخرى أهمية الشهادة الكبيرة التي تقدمها الكنائس الكاثوليكية الشرقية في أوروبا، وخاصة تلك التي عانت اضطهادا رهيبا خلال حكم الأنظمة الشيوعية، وشدد في هذا السياق عل ضرورة معرفة مؤمني وإكليروس العالم بكامله التقاليد الشرقية ومحبتها.

وباسم كنيسة لونغرو التي تستضيف اللقاء تحدث الأسقف دوناتو أوليفييرو مذكرا باحتفال هذه الإيبارشية العام القادم بالمائوية الأولى لتأسيسها بدستور رسولي للبابا بندكتس الخامس عشر. وعن لقاءات أساقفة أوروبا الكاثوليك الشرقيين قال إنها تثري الجميع وتعزز التزامنا ككنائس كاثوليكية شرقية بتحديدٍ أفضل دائما لمساهمتنا المحددة، وهويتنا في الإطار المسكوني، وذلك لتجاوز سوء الفهم أو التوتر. وتابع أن هذه اللقاءات تشكل لحظة هامة بالنسبة للكنيسة، وللإرث الثمين الذي تلقيناه من الأجيال السابقة ومن الآباء، وللتحديات التي علينا مواجهتها، وبالنسبة لواجب إعلان الإنجيل للأجيال القادمة.








All the contents on this site are copyrighted ©.