2018-07-10 12:52:00

مداخلة لرئيس الأساقفة أوزا أمام مجلس الأمن بشأن حماية الأطفال ضحايا الصراعات المسلحة


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة خلال جلسة مفتوحة عقدها مجلس الأمن الدولي للتباحث في موضوع "حماية الأطفال اليوم توقي من الصراعات غدا". استهل الدبلوماسي الفاتيكاني مداخلته متوجها بالشكر إلى الرئاسة السويدية للمجلس على دعوتها لعقد هذه الجلسة لافتا إلى أن الكرسي الرسولي يولي هذه المسألة أهمية كبيرة. وذكّر بأن الأطفال يعانون أكثر من غيرهم بسبب الصراعات المسلحة والحروب وبالتالي ينبغي العمل من أجل توفير الحماية لهم وإعادة تأهيلهم. وأكد أوزا أن كيفية التعامل مع هؤلاء الصغار تترك أثرا كبيرا على مستقبلهم وعلى مستقبل العالم ككل. هذا ثم أشار سيادته إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لهذا العام بشأن الانتهاكات والتعديات التي يتعرض لها الأطفال خلال الصراعات المسلحة حول العالم حيث يُقتلون ويصابون بعاهات ويُستخدمون كدروع أو قنابل بشرية.

بعدها أكد رئيس الأساقفة أوزا أن الجماعة الدولية تبدو عاجزة عن إيجاد حلول لجميع الصراعات المسلحة الدائرة حول العالم، لكن باستطاعتها أن تبذل جهوداً إضافية من أجل حماية الأطفال الذين يعانون من تبعات هذه النزاعات. ولفت إلى أن الأجندة التي تحمل اسم "الأطفال والصراعات المسلحة" تشكل إطارا ملائما للعمل في هذا الاتجاه، لأنها توفّر الأدوات القانونية الملائمة لوضع حد للانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.

هذا ثم شدد مراقب الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في نيويورك على مسؤولية التصرف إزاء التعديات التي يتعرض لها الأطفال ومن بينها التجنيد القسري والاستعباد الجنسي والاختطاف الجماعي وأشكال أخرى من العنف بحق الصغار، واعتبر أن هذا الأمر يتطلب تعزيز الإجراءات الوقائية في وجه انتهاكات حقوق الإنسان والخروقات التي يتعرض لها القانون الإنساني الدولي. هذا فضلا عن أهمية وضع برامج لإعادة اندماج الأطفال الذين جُندوا للقتال في صفوف المجموعات المسلحة كما لا بد أن يُعامل هؤلاء على أنهم ضحايا للصراع المسلح، حتى إذا أقدموا على ارتكاب الجرائم أثناء الأعمال القتالية. وشدد سيادته على ضرورة أن يكون الأطفال جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة وينبغي العمل كي لا يبقى هؤلاء الصغار رهينة الأوضاع المرعبة التي عاشوها.

ولم تخلُ مداخلة رئيس الأساقفة أوزا من الإشارة إلى ضمان الحق في التربية بالنسبة للأطفال ضحايا الصراعات المسلحة، ولفت إلى أن التربية الصلبة والمتينة هي الطريقة الفضلى للتأكد من أن ضحايا صراعات اليوم سيعملون على الحيلولة دون نشوب صراعات في المستقبل وسيكونون حقاً بناة للسلام. كما أن تربية الأطفال تلعب دورا هاما في عملية مكافحة الفقر وانعدام المساواة في المجتمع. وأكد الدبلوماسي الفاتيكاني في ختام مداخلته أمام مجلس الأمن الدولي أن الكرسي الرسولي والكنيسة الكاثوليكية ملتزمان بشكل فاعل في هذا الإطار من خلال قطاعي التربية وإعادة التأهيل وهما يعتنيان بأعداد كبيرة من الفتيان والفتيات ضحايا العنف.








All the contents on this site are copyrighted ©.