2018-07-19 14:00:00

رئيس أساقفة تورينو يترأس أمسية صلاة إحياء لذكرى المهاجرين الذين قضوا في المتوسط


ترأس رئيس أساقفة تورينو بإيطاليا المطران شيزاريه نوزيليا أمسية صلاة في كنيسة القديسين الشهداء نُظمت حول موضوع "الموت بدافع الأمل" وذلك إحياء لذكرى العديد من المهاجرين، الرجال والنساء والأطفال الذين يموتون غرقا في البحر الأبيض المتوسط خلال محاولتهم بلوغ السواحل الأوروبية. قال سيادته في عظة ألقاها للمناسبة إنه في البحر المتوسط الذي كان يُطلق عليه الرومان تسمية "ماري نوستروم" أو "بحرنا" لأنه كان يجمع أوروبا بالقارة الأفريقية ما تزال تقع مآس اليوم يذهب ضحيتها الأشخاص الأبرياء. ورأى أن أزمة الهجرة التي برزت إلى العيان في الآونة الأخيرة ولدت لدى العديد من الأشخاص، بما في ذلك المؤمنين، صعوبة في قبول الآخر، وتوفير الضيافة التي ينبغي أن تميز المجتمعات والشعوب، لاسيما الشعب الإيطالي الذي هاجر إلى مختلف أنحاء العالم. وذكّر سيادته بأن هذه الضيافة تشمل أيضا إنقاذ المهاجرين في البحر، الذين غالبا ما يُبحرون من السواحل الأفريقية على متن زوارق في حالة مزرية لافتا إلى أن هذا المبدأ ينبغي أن يوضع في أساس علاقتنا مع أي شخص يطلب المساعدة، إيطاليا كان أم أجنبيا.

واعتبر المطران نوزيليا في هذا السياق أنه من الأهمية بمكان أن نطالب جميع الدول الأوروبية بتحمّل مسؤولياتها على هذا الصعيد كي تواجه أوروبا متحدةً مشكلة الهجرة الآخذة بالنمو. مع ذلك – تابع سيادته يقول – يجب ألا يشكل الوضع الراهن ذريعة للتقوقع والانغلاق على الذات ورفض استقبال المهاجرين وتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم حتى عندما يبلغون سواحلنا بعد سفر شاق ومؤلم وهم يعانون من نتائج الحروب والفقر المدقع ومن بينهم أشخاص قاصرون ونساء تعرضوا لشتى أنواع العنف والانتهاكات.

ولم تخل عظة سيادته من الإشارة إلى ضرورة ألا تقتصر المساعدة على توفير المأوى والطعام إذ لا بد أن يرافَق هؤلاء خلال عملية الاندماج في المجتمعات المضيفة وعلى صعيد التنشئة والبحث عن فرص عمل ليتمكنوا أيضا من مقاسمة قيمهم الثقافية والدينية والاجتماعية. وأكد أن كل واحد من هؤلاء ينبغي أن يبلغ الاكتفاء الذاتي الذي يسمح له بضمان مستقبل أفضل له ولأسرته وتقديم إسهامه في عملية تعزيز الخير العام في المجتمعات المضيفة. وبهذه الطريقة – اعتبر سيادته – يصبح هؤلاء الرجال والنساء الفقراء والمهاجرين مورداً هاماً داخل النسيج الاجتماعي.

هذا ثم أشاد رئيس أساقفة تورينو بالجهود الحثيثة التي يبذلها العديد من المتطوعين العلمانيين والرهبان والراهبات من أجل مساعدة الفقراء والمحتاجين الإيطاليين وغير الإيطاليين على حد سواء واعتبر أن الوضع يتطلب بذل المزيد من الجهود على مختلف الأصعدة: التربوية، الصحية، الدينية والاجتماعية. وحثّ المطران نوزيليا الكنائس والجاليات المسلمة على التعاون من أجل تحقيق الأهداف الموضوعة والعمل على إطلاق برنامج مشترك في المجالات الدينية، الثقافية والاجتماعية لتعالَج هذه الأزمة في إطار العدالة والتعاضد. تجدر الإشارة هنا إلى أن أمسية الصلاة التي نظمتها جماعة سانت إيجيديو شهدت مشاركة ممثلين عن مؤسسة "ميغرانتيس" واتحاد الكنائس الإنجيلية في إيطاليا، وذكّرت سانت إيجيديو بأنه منذ العام 1990 قضى أكثر من ستة وثلاثين ألف شخص على مقربة من الحدود الأوروبية وبلغ عدد الضحايا خلال العام 2017 ثلاثة آلاف ومائة وتسعة وثلاثين أي بمعدل عشرة قتلى في اليوم.








All the contents on this site are copyrighted ©.