2018-07-31 12:11:00

الأساقفة الكاثوليك الألمان يبعثون برسالة إلى الرئيس دانيال أورتيغا


إزاء تفاقم الأوضاع في نيكاراغوا واستمرار التظاهرات بين مناوئ للرئيس دانيال أورتيغا ومؤيد له بعث الأساقفة الكاثوليك الألمان برسالة إلى أورتيغا حثوه فيها على أن يُظهر للعالم كله بأنه وضع نفسه في خدمة شعبه وبأنه يحترم حرية المواطنين.

حملت الوثيقة تاريخ السادس والعشرين من تموز يوليو الجاري ووقع عليها رئيس مجلس الأساقفة ورئيس أساقفة ميونيخ فرايزنغ الكاردينال رينهارد ماركس الذي أكد أن الأنباء تصلنا بشكل يومي تقريبا وتقدم صورة عن تنامي العنف في هذا البلد، وتفيد باعتقال أعداد كبيرة من المواطنين الذين يتظاهرون بصورة سلمية، ومن بينهم أشخاص يتعرضون لسوء المعاملة والتعذيب والقتل أحيانا. وأكد الأساقفة الألمان أن نيكاراغوا تشهد حاليا تعديا خطيرا على مبادئ الحرية والديمقراطية كما تُنتهك حقوق الإنسان الأساسية بصورة صارخة. ولفتوا إلى أن هذه الممارسات العنيفة تُبرر من قبل الحكومة على أنها تندرج في سياق مكافحة الإرهاب، في وقت جاء فيه القانون الجديد المتعلق بمحاربة الإرهاب ليزيد من تفاقم الأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد منذ أشهر طويلة.

وذكّرت الرسالةُ الرئيس أورتيغا بأنه شارك – لتسع وثلاثين سنة خلت – في الثورة ضد نظام الرئيس سوموزا بهدف وضع حد للاضطهاد والقمع اللذين كان يتعرض لهما الشعب في نيكارغوا، وأشارت الوثيقة إلى أن هذا الشعب نفسه يتوق اليوم إلى العيش بسلام وحرية، كما أن الكنيسة الكاثوليكية عازمة على مرافقته والمكوث إلى جانبه. وطالب الأساقفة الألمان في ختام رسالتهم الرئيس دانيال أورتيغا بوضع حد لأعمال القمع وباحترام الحرية وشددوا أيضا على ضرورة وقف عمليات القتل العشوائي التي تحصد العديد من الضحايا، فضلا عن الإفراج فورا عن المعتقلين السياسيين الموقوفين ظلماً وإعطاء مؤشر للسلام من خلال العودة إلى طاولة الحوار الوطني.

وكان الرئيس أورتيغا قد عبر ليومين خليا عن نيته في استئناف الحوار، ما حمل رئيس أساقفة ماناغوا الكاردينال ليوبولدو برينيس على الترحيب بهذا الموقف لافتا إلى أن موقف الرئيس جاء ردا على رسالة وجهها له الأساقفة المحليون لشهر خلا وسألوه فيها ما إذا كانت حكومته ترحب بوساطة الكنيسة. وقال نيافته إنه لم يفقد الأمل ويريد الحفاظ على شعلة الرجاء حية، مذكرا بما حصل في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كوّن الكاردينال ميغيل أوباندو برافو انطباعا بأن الحوار الوطني انقطع لكنه ما لبث أن استؤنف بشكل مفاجئ.

وأضاف برينيس أنه بغياب ثقافة الحوار يصبح كل شيء أصعب معربا عن تمسك الكنيسة الكاثوليكية في لعب دور الوسيط في الحوار الوطني. تجدر الإشارة أخيرا إلى أن رئيس أساقفة ماناغوا الكاردينال برينيس كان قد تطرق إلى الوضع الراهن في البلاد خلال عظته في قداس الأحد الماضي، وحث جميع المؤمنين الكاثوليك على أن يكونوا "مرسلين للرجاء"، مسلطا الضوء على أهمية التخفيف من اللهجة الكلامية إفساحا للمجال أمام استئناف الحوار والتوصل إلى السلام والخروج من دوامة العنف.








All the contents on this site are copyrighted ©.